- صاحب المنشور: وليد بن يوسف
ملخص النقاش:مع تزايد اعتمادنا على الأجهزة الذكية وتطبيقات الوسائط الاجتماعية، أصبح الحفاظ على توازن صحي بين الحياة العملية والخاصة أمراً أكثر تعقيداً. توفر هذه المنصات سهولة الاتصال والتفاعل مع الآخرين، ولكنها أيضاً تحمل مخاطر ملحة قد تؤدي إلى الإرهاق العاطفي وانخفاض جودة العلاقات الشخصية.
إن الدافع المستمر للتفاعل والدخول في منافسة افتراضية عبر مواقع مثل إنستجرام وفيسبوك وتويتر يؤدي غالباً إلى الشعور بعدم الرضا عن الذات ومقارنة حياة الفرد بطرق غير صحية لحياة أشخاص آخرين. هذا الأمر يمكن أن يساهم في ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب لدى مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
التأثيرات الصحية والنفسية
- الإرهاق الإلكتروني: يشعر العديد من الأفراد بالإرهاق نتيجة لضغط التنبيه المتواصل وإشعارات الرسائل والمشاركات الجديدة باستمرار. وفقاً لدراسة نشرتها مجلة "Journal of Affective Disorders"، يزيد استخدام الشبكات الاجتماعية لمدة تتجاوز ساعتين يومياً من خطر المعاناة من أعراض الاكتئاب بنسبة 27%.
- الانعزالية: رغم كونها أدوات اتصال، إلا أنها يمكن أن تقود أيضا للعزلة. فقدان وقت طويل أمام الشاشات يعزل المستخدمين اجتماعيا ويقلل فرصهم بالتفاعل الشخصي الواقعي مما يؤثر بالسلب على بناء علاقات حقيقية واستقرار المجتمع.
- الصورة المثالية الزائفة: يميل الناس لتقديم نسخة مثالية من حياتهم عبر الإنترنت، وهو ما يعرف بـ"الانطباع الصوري". هذا التصرف يدفع البعض للشك بأمانتهم الداخلية وشعورهم بالفشل مقارنة بهذه الصور الكاذبة.
دور المؤسسات والأفراد
- يمكن للمؤسسات التعليمية والاستشفاء تقديم دورات تدريبية حول إدارة الوقت وإدارة الضغوط المرتبطة باستخدام الانترنت وتحسين المهارات الاجتماعية الأساسية.
- الأفراد بحاجة لإدراك حدود استعمال تلك المنصات ومن ثم وضع قواعد شخصية لحماية موازين عملهم وعلاقاتهم اليومية.
خلاصة القول أنه ينبغي توجيه استخدام شبكات التواصل الاجتماعى لتحسين الجوانب المختلفة للحياة وليس سيطرة عليها؛ فالعيش متوازناً ومترابطاً مع البيئة المحلية أمر حيوي لصحة الإنسان العامة.