- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
كان للمجتمع الإسلامي عبر تاريخه الطويل مكانة بارزة وعالية في مجالات التعليم والعلم، حيث حرصت الأمة الإسلامية منذ نشأتها الأولى على نشر المعرفة وتعزيزها. يذكر القرآن الكريم أهمية طلب العلم وتشجيع البحث المعرفي؛ قال الله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" . هذا التشجيع جاء لتأسيس مجتمع مثقف ومستنير يتبع نهجا قائما على الفكر والبراهين وليس العواطف والموروثات التقليدية فحسب. فالعلم ليس مجرد مهارة أو مجموعة معلومات يمكن تطبيقها لحل المشكلات اليومية فحسب وإنما هو حياة وقيم وأسلوب حياة يؤثر مباشرة في بنيان الحضارات والشعوب.
كانت الرعايا التي منحها الخلفاء الراشدون ومن بعدهم خلفاؤهم الأموييون والعباسييون لدعم المؤسسات الأكاديمية مثل بيت الحكمة مثالًا حيًا لهذا التوجه الإسلامي الأصيل تجاه العلم والثقافة. فقد قام هؤلاء القادة بتوفير الدعم اللازم لهذه المدارس والمكتبات لضمان ازدهار المعرفة وخلق بيئة مناسبة للتفكير والإبداع البشري بمختلف المجالات والأطوار الزمنية المختلفة لأهل تلك العصور الذهبية وما تلاها حتى يومنا الحالي رغم اختلاف السياقات الاجتماعية والحضارية للأمم الأخرى خارج نطاق نفوذ الدولة الإسلامية آنذاك مقارنة بأحوال العالم المتنوع حالياً بكل أشكال الاختلاف والتعدد الثقافي والفكري أيضا مما حدا بنا الآن لمناقشة ارتباط الدين بشكل عام بالإصلاح الجذري داخل المنظومة التربوية لكل دين بحيث يشمل جميع جوانب التعلم وبناء المفاهيم المختلفة لدى أفراد المجتمع المستهدف سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين بغرض تحقيق الرفعة والفلاح لكافة البشر أجمعين دون النظر لجنسياتهم وطوائفهم الدينية المختلفة وذلك استناداً لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أحاديث شريفة منها قوله : "طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم". ولعل خير دليل علي ذلك قدرة المسلمين القدماء الذين تربوا تحت ظلال هذه المؤسسة العلمية الهائلة والتي كانت تضم نخبة متميزة من علماء الشرق والغرب على التأثير الكبير لفكرهم داخل أوروبا الغربية خلال فترة النهضة الأوروبية الحديثة كونهما كلاً منهما قد استمد ملكاته الفكرية والعقلانية كذلك من ذات المصدر الملهم وهو كتاب الله عز وجل والسنة المطهرة لنبيه المصطفى محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه اجمعين. إن الانطلاق نحو مستقبل أفضل يستوجب العمل الجمعي لإعادة الاعتبار لقيمة العلم لدى الشباب تحديداً وإدراك أهميتها بالنسبة لبناء حضارتنا الجديدة المبنية أساساتها وفق الشريعة الربانية المطهرة وذلك باتباع نفس الأساليب الناجحة سابقا كالتركيز أكثرعلى تطوير المناهج الدراسية واستقطاب الكوادر المؤثرة اجتماعيًا وثقافياً للتوعية حول ضرورة تعلم اللغات الاجنبية وغيرها الكثير مما يساعد فى فتح أبواب جديدة أمام أبنائنا وبناتنا للحصول علي فرص تعليم عالي المستوى بالإضافة إلي زيادة كم المعلومات المقدمة لهم طوال مراحل حياتهم المختلفة بداية بالمرحلة الاساسية وانتهاء بالمراحل الجامعية ومتابعة مؤشرات أدائهم خلال رحلة تحصيل علومهم لاحقاً . وفي النهاية نسأل الله جل جلاله بأن يحفظ لنا دينه ويحمينا من الفتن ما ظهر منها ومابطن وأن يعيد لنا مجد المسلمين السابق بعلمه وفقهه إنه سميع مجيب الدعوات وصلى اللهم علی سیدنا محمدی الوسیلتین ونوری المحجنین وعلى اله وآله وصحبه اجمعین.