التحلل في دلالة القرآن: فهم آيات البداية والتجديد

في تعمقنا في آيات القرآن الكريم، يبرز لنا السياق العميق لكلمات الله عز وجل حول "البداية" و"الإعادة". ليست هذه إلا استعارة كونية تشرح الإيمان بالنبعث ا

في تعمقنا في آيات القرآن الكريم، يبرز لنا السياق العميق لكلمات الله عز وجل حول "البداية" و"الإعادة". ليست هذه إلا استعارة كونية تشرح الإيمان بالنبعث الأخروي، وليست مرجعاً للعلم البيولوجي المتعلق بتحلل المواد الطبيعية.

يتمثل المعنى الحقيقي للبدأ والإعادة المرتبطتين في الآيات المذكورة مثل "يونس/4"، "يونس/34"، "النمل/64"، "الروم/11"، و "الروم/27"، في قدرة الله تعالى على خلق كل شيء من لا شيء ومن ثم تجديده في الحياة الأبدية. يقول الطبري رحمه الله: "هو الذي يbegin الخلق أولاً ثم يعيده... إنه أيسر عليه." وهذا يشير إلى بساطة القدرة الإلهية في إعادة البشرية إلى حالة جديدة عقب موتها وفنائها.

وقد أكد المفسرون الإسلاميون عبر التاريخ نفسه. يؤكد ابن تيمية رحمه الله بأن التجديد الموصوف ليس تحليلاً بيولوجيًا وإنما يعني تجسد نفس الشخص مجددًا بحياة أخروية. وكذا يوضح ابن كثير رضوان الله عليه بأن الذين يدعون وجود شرکاء قادرین علی بدایة والخلق وإعدامه هم مخطئون، فالقدرة على فعل ذلك تتفرد بها وحدانية الله سبحانه وتعالى.

ومن الجدير بالذكر أن الغرض الرئيسي للسنة النبوية والقران الكريم ليس توصيف العمليات العلمية ولكن تقديم دليل علي العقائد الإسلامية ودلالة الطريق الحق الي الرب الرحيم الواحد القادر الوحید. لذلك فإن فهم هذه الآيات ضمن منظور إيماني وثابت يمكن اعتباره المفتاح لفهمها بشكل صحيح.

وفي النهاية، تبقى قدرتنا على إدراك عمق ونطاق قوة الله مرتبطة برؤية مؤمنة لتلك التعاليم المقدسة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات