- صاحب المنشور: إبراهيم القاسمي
ملخص النقاش:
تزايدت أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة قوية للتغيير في العالم المعاصر، لكن هذا التطور يثير تساؤلات حول كيفية التعامل معه ضمن نطاق القيم الدينية للمجتمع المسلم. يتطلب تحقيق توازن متوازن فهمًا عميقًا لكيفية تفاعل هذه التقنية الحديثة مع المبادئ الإسلامية الأساسية مثل العدالة، الحرمة، والإيمان بالقدر.
يستند المجتمع الإسلامي إلى مجموعة شاملة ومتكاملة من القواعد الأخلاقية والقيم التي تحدد العلاقات الإنسانية وتوجيهها نحو الخير والصالح العام. إذن، عندما نواجه تقنيات جديدة كتلك الخاصة بذكاء اصطناعي، علينا التأكد أنها تتوافق تماماً مع تعاليم ديننا واحترام انسانيته وكرامته قبل اعتمادها واستخدامها على نطاق واسع.
يشمل ذلك عدة اعتبارات منها: هل يمكن لهذه الأنظمة جعل قراراتها أكثر شفافية وبالتالي سهولة مراقبتها؟ وهل ستضمن الخصوصية والأمان لبيانات المستخدمين ام ان هناك احتمالية لاستغلال البيانات المسيئة أو غير القانونية؟ بالإضافة لذلك، كيف سنوضح المسؤوليات الأخلاقية المتعلقة بأعمال الروبوتات الذكية والتي قد تؤثر مباشرة على حياة البشر وأفعالهم اليومية؟
من منظور ديني، يعد احترام حقوق الآخرين أحد المقاصد الرئيسية للإسلام حيث تنبع جميع الأحكام الشرعية منه. ولذا تشدد الشريعة الاسلامية على ضرورة عدم جور أي نظام تكنولوجي حديثة بحقوق الناس ومصالحهم الشخصية؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا ضرر ولا ضرار". أما بالنسبة لفكرة القدر والنبوءات المستقبلية المرتبطة بتكنولوجيا ذكاء اصطناعي متقدم بشكل خاص، فإن القرآن الكريم يؤكد بأن الغيب ملك لله تعالى وحدَه دون مشاركة مخلوق آخر فيه مهما بلغ قدره العلمي والمعرفي.
وعليه، يستطيع علماء وفلاسفة مجتمعنا المسلم تقديم حلول مبتكرة للتوفيق بين التطورات الحديثة للقوانين والممارسات القديمة العقائدية والدنيوية مما يعزز ترسيخ مكانتهم الثقافية العالمية ويضاعف مساعدتهم لبناء عالم أفضل لكل الشعوب. فالتعاون الفعال بين العلوم الحديثة والفكر المؤسس للأديان سيكون له تأثير كبير بإذن الله سبحانه وتعالى - خاصة وان نجاح الاتجاه الحالي للتعايش السلمي العالمي سيعتمد أساساً علي تبادل تلك المعارف عالية الجودة وخلق بيئات تستثمر بها بكفاءة عالية لتحقيق غاية واحدة هى رفاه الإنسان وصنع مستقبله الزاهر.