- صاحب المنشور: سهيلة المسعودي
ملخص النقاش:يُعدّ التعليم أحد أهم الركائز الأساسية التي تعتمد عليها المجتمعات البشرية للتطور والنماء. وفي الإسلام تحديداً، يُعتبر دور العلم والمعرفة جزءًا مهمًا من الحياة الفردية والجماعية للمسلمين منذ نشأة الشريعة نفسها. لقد حثنا القرآن الكريم والسنة النبوية على طلب العلم وتعزيز المعرفة كجزء أصيل من الإيمان نفسه. جاء في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". وهذا يشمل جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الأنشطة الأكاديمية والممارسات العملية اليومية.
في هذا السياق، تبرز أهمية التطبيق العملي لمبادئ الإسلام داخل المنظومات التربوية الحالية حول العالم. فالإسلام ليس ديناً مجرداً أو مجموعة من العبادات والتقاليد المرتبطة بالعبادات فقط؛ بل هو نظام حياة شامل يشمل كافة مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية والتربوية كذلك. ومن ثم يتعين علينا إعادة النظر في كيفية دمج القيم والمبادئ الإسلامية بطرق فعالة ومبتكرة ضمن المناهج الدراسية وبرامج التدريس.
أهداف تربوية مشتركة
يتعين تحقيق توازن بين تعزيز المهارات الحياتية والعلمانية مع ترسيخ الثوابت الدينية والأخلاقية لدى الطلاب المسلميين خاصة وغيرهم أيضًا إن أمكن. يمكن وضع خطط منهجية تستند إلى فهم عميق لمتطلبات العصر الحالي واحتياجات المستقبل المتوقعة. كما ينبغي تشجيع البحث العلمي والإبداع والتطوير المستمر بغرض مواكبة التقدم التقني والحفاظ على الأصالة الثقافية للدين الإسلامي.
دور الأسرة والمدرسة
لضمان نجاح هذه النهجة الجديدة للتعليم الإسلامي، تقع مسؤولية كبيرة على كلا المؤسستين الرئيسيتين الأساسيتين؛ الأسر والمؤسسات التعليمية الرسمية منها والخاصة. فالأُسَر لها تأثير كبير على تنشئة الأطفال وتوجيههم نحو اتباع السلوك الصحيح والقيم الإنسانية الحميدة، والتي ستكون أساس بناء شخصياتهم مستقبلاً.
من جهتها، يجب على مدارس الدولة ومراكز التعليم المختلفة تطوير محتوى أكاديمي يجمع بين الجانبين المعرفي والديني دون إفراط في أحدهما دون الآخر. حيث يتضمن التعلم الجيد لكل طالب مهارات حياتية علمية معينة بالإضافة إلى جانب الروحية والإرشاد الدينى.
التكنولوجيا كنصل ذو حدين
مع انتشار وسائل الاتصال الرقمية وإنترنت الأشياء بكافة أشكالها وأوصافه المتداولة الآن، ظهرت تحديات جديدة تتطلب دراسة معمقة وإدراج حلول مناسبة لحماية شباب المسلمين وضمان عدم الانغماس غير المدروس في ضجيج المعلومات الإلكترونية المنتشرة بلا تمحيص ولا رقابة واضحة.
يمكن هنا الاستفادة من موارد الإنترنت لتزويد الشباب بصفحات إلكترونية رسمية معتمدة تحتوي مواد مفيدة ومتكاملة تغطي مختلف جوانب الحياة اليومية ذات الصلة بالإسلام وعاداته وفلسفته العالمية.
الخلاصة
إن الجمع الناجح بين تعاليم الدين الإسلامي الغنية وكفاءات عصرنا الحديثة سيؤدي بنا إلى مجتمع أكثر انسجاما واستقرارا داخليا وخارجيا أيضا بإذن الله تعالى.
فهذه هي دعوت