- صاحب المنشور: الأندلسي البدوي
ملخص النقاش:يتجلى تأثير تغير المناخ بصورة واضحة وجلية في القطاع الزراعي، مما يشكل تحديات كبيرة أمام الإنتاج الغذائي العالمي. فارتفاع درجات الحرارة المتزايد يؤثر بشكل مباشر على دورة نمو المحاصيل، حيث تظهر العديد من الدراسات العلمية أن تغيرات الاحتباس الحراري تؤدي إلى انخفاض إنتاجية بعض محاصيل مثل القمح والأرز والذرة بنسب تصل إلى 30% بحلول عام 2100 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة هذه المشكلة.
من جهة أخرى، يتسبب التغير المناخي أيضًا بتغيير أنماط هطول الأمطار والموسمية لها؛ فتزداد وتيرة الجفاف والأمطار الغزيرة أثناء مواسم زراعة معينة، مما يضر بالمحاصيل ويؤدي لفقدانها تمامًا أو تقليل جودتها ونوعيتها. إضافة لذلك، يساعد ارتفاع درجات حرارة التربة وانعدام مراقبتها الصحيحة على انتشار الآفات والحشرات الضارة التي تلحق ضرراً كبيراً بمختلف أنواع النباتات الموسمية الدورية.
كما يلعب التأثر بالمناخ دوراً رئيسياً في زيادة تكلفة انتاج المنتجات الزراعية بسبب الاعتماد الكبير على الري الاصطناعي واستخدام الطرق الحديثة المكثفة لرعاية ومراقبة المساحات الخضراء الواسعة تحت الظروف الطبيعية الجديدة للعالم المعولم اليوم والتي تتطلب الكثير من الطاقة والنفقات المبذولة عند مقارنتها بطريقة العمل التقليدية البسيطة القديمة.
بالإضافة لما سبق ذكره أعلاه بشأن تأثيرات التغير المناخي السلبيه المحتملة على قطاعي الزراعة والإنتاج الغذائي عموما ، فقد ظهرت مؤخرا نتائج ايجابيه نسبيا – رغم أنها غير مطمئنة للغاية ولا يمكن اغفال مخاطرها المستقبليه أيضا - حيث تشمل تلك الفوائد تعجيل نضوج موسم واحد مقارنة بالأخرى نتيجة تسارع عملية بناء المركبات العضويه داخل الثمار المختلفة خلال فترة أقصر نسبيّا ، بينما تبقى هناك جدليات حول مدى صلاحية استخدام هذا النهج الجديد لإعادة تنظيم النظام البيئى والتوازن بين انواع مختلفه من الكائنات الحية الأخرى المتأثرة مباشرة وغير مباشرة بهذا التحويل المفاجئ لحالات الطقس رأسا علي عقب .
وفي الأخير فإن البحث المضني والسعي نحو فهم طبيعة آليات عمل مسارات التغذية وصناديق الاستثمار الخاصه بها بات أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد ورود بيانات صادمة حول تقديرات خسائر اقتصاد الدول المصدرلة للحبوب الأساسية وصلت الى معدلات تفوق الـ ١٠٠ مليار دولار سنويا منذ عقد التسعينيات ولم تستقر حتى اللحظة بل ظلت ترتفع عاما بعد آخر كنتيجه منطقية لاتجاه العالم الحالي للمزيد من التجاهل اتجاه الحلول المقترحة لمنع حدوث كارثة بيئيه عالميه وشيكة الحدوث حال عدم وجود حل جذري شامل شامل وقادر عل تحسين الوضع العام للأرض والعالم اجمعه.