- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:لعبت الحضارة الإسلامية دوراً بارزاً ومؤثراً في تاريخ التعليم والنشر العلمي خلال فترة ازدهارها الذى امتد من القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر الميلادي. فقد برز العديد من علماء المسلمين الذين قدموا مساهمات عظيمة في مختلف المجالات المعرفية، مما أدى إلى نهضة علمية غير مسبوقة آنذاك وأسهمت بشكل كبير في تقدم البشرية جمعاء. وقد حرص المسلمون منذ البداية على تقديس طلب العلم وتشجيعه باعتباره عبادة وطريقًا للتقرب إلى الله عز وجل.
بدأ هذا الازدهار العلمي مع تأسيس دار الحكمة في بغداد عام 830 ميلادية تحت رعاية الخليفة أبو جعفر المنصور ثم توسع لاحقا ليشمل مدن أخرى كالقاهرة وإشبيلية وغيرهما. كانت دوائر المعارف هذه مراكز رئيسية لاستقبال الكتب القديمة ترجمتها وتحقيقها إضافة لإنتاج كتب جديدة تغطي مختلف فروع المعرفة بداية من الطب والفلك وصولا للفلسفة والرياضيات وما بينهما.
العلوم الطبيعية
في مجال علوم الأرض والكيمياء، وضع العالم العربي جابر بن حيان الأساس لفهم العملية الفيزيائية والتفاعلات الكيميائية بإجراء تجارب بحثية دقيقة وصف نتائجها مفصلاً. أما بالنسبة لعلم الفلك فأبدع ابن الشاطئ بعلمه الزلازل الذي يعتبر الأول عالمياً حيث حلّل ظاهرتين مهمتين هما الانفجار الصخري وانشطار الأرض قبل حدوث زلزال. توصل أيضا لأول قانون حول حركة الأقمار وهو "قرينة الجاذبية".
العلوم التطبيقية
وفي تطبيقات الحياة اليومية، اخترع المهندسون العرب عدة اختراعات مفيدة منها ساعة الماء التي تستعمل لتحديد الوقت بناءً على سقوط قطرات مياه بمعدل ثابت عبر فتحة صغيرة مما يشكل عددا محدد من القطرات لكل وقت محدد كالربع والساعة والنصف والساعة كاملة وبالتالي معرفة الساعة بتوقيتها الدقيقة نسبياً مقارنة بطرق ذلك العصر الأخرى التقليدية مثل تدبير الشمس وظلالها والتي لم تكن مضبوطة كما ظهر فيما بعد باستخدام نظام العد السلبي المحسوب بالساعات والدقائق والثواني بالقطع المعدنية الصغيرة المتتابعة داخل النظام الواحد والذي استمر العمل به لنحو ثلاثة قرون قبل الانتقال للنظام الحديث المعتمد حالياً.
بذلك نرى كيف قام المسلمون بثورة معرفية شاملة أثرت بقوة على مجريات الأمور الإنسانية مستقبلاً ولم تتوقف تأثيراتها عند حدود عصرهم وإنما تعددت جهودهم المفيدة للأجيال التالية أيضًا وذلك دليل حيوي يؤكد أهمية اهتمام كل مجتمع بحاضرنا بغاية الرقي والحفاظ المستدام للمستقبل دائماً.