لقد أكدت الآيات القرآنية أن خدام أهل الجنة هم أولاد مخلدون، حيث جاء في كتاب الله العزيز: "ويطوف عليهم ولد مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً"، وفي مكان آخر يقول: "ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون". هذه الكلمات تبين لنا صفاته هؤلاء الخدام الفانيّة والجلال المرتبط بعظمتها.
في هذا السياق، طرح سائل استفسار حول سبب اختيار الأطفال بدلاً من الرجال أو النساء البالغين لهذه المهمة المباركة. وقد أجابت العديد من التوجهات الفقهية الإسلامية بتفسيرين محتملين: الأول يشير إلى المناسبات العمرية لأداء وظائف مثل خدمة السيد وزوجاته بشكل أفضل مما يمكن تقديمه بواسطة الأفراد الأكبر سنّا. وبالتالي، فهي فرصة لإظهار جمالية الحياة الجنانية وتمتع ساكنيها بمرافقة روحية متفردة.
والجانب الثاني يتمثل في القدرة الفيزيولوجية للأطفال والتي تتضمن مرونة أكبر وتحركات أقرب للحركة اللآلية - السرعة والدقة – الأمر الذي يؤدي لتقديم خدمات عالية المستوى بدون ملل أو تعب. بالإضافة لذلك، هناك دلالة نفسانية مهمة وهي عدم وجود احتمالات للشعور بالإجهاد لدى هؤلاء الخدم الشباب.
ومن الجدير ذكره هنا أنها مجرد فرضيات تأويلية وليست النصوص الدينية نفسها توضح ببواطن حقائق كل تفاصيل الجنة. ومع ذلك، هدفنا الرئيسي يجب أن يستند لفهم مدى جمال ونظام نظام خلق الله عز وجل وإتقانه لكل جزئية صغيرة قبل كبيرة داخل منظومة وجود البشرية والسماء والأرض والملائكة والنبيين والصالحين. إنها دعوة للتأمل والتقدير لسحر ورعاية وطيبة الخالق جل شانه.