• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تواجه البشرية اليوم ثورة هائلة في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي. هذه الثورة التي توّلد فرصا جديدة ومذهلة للنمو الاقتصادي والابتكار العلمي والتطور الاجتماعي تمتلك أيضا جانبها الخطير المتعلق بالأمان السيبراني. فعلى الرغم من الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني عبر تطوير أدوات ذكية لرصد وتوقع الهجمات الإلكترونية، إلا أنه قد أصبح أيضا أداة رئيسية يستخدمها مجرمو الإنترنت لممارسة أعمالهم الإجرامية بشكل أكثر دقة وكفاءة.

إن الطبيعة الديناميكية والثاقبة لذكاء اصطناعي المعاصر تجعله قادرًا على تعلم التفاصيل الدقيقة لتكنولوجيا الأمن الحالية واستغلال ثغراتها بسرعة كبيرة جدًا. وهذا الأمر يشكل تهديدا حقيقيا للنظم والمعلومات المحمية حتى الآن باستخدام إجراءات الأمان القائمة حاليًا. حيث يمكن للمهاجمين استخدام شبكات العصبونات الصناعية لإثبات حالات غير اعتيادية داخل النظام المستهدف أو محاولة خداع الآلات المشابهة له للتحكم بها لغرض خبيث. كما تم استغلال نماذج اللغة الكبيرة مثل GPT-3 فيما يُعرف بـ "التدريب العدائي" - وهو مصطلح يشير إلى تدريب ذكاء اصطناعي مع بيانات تستغل نقاط الضعف الموجودة ضمن آليات عمل وبرامج دفاع أخرى مماثلته. وهكذا فإن القدر الهائل للقوة الاستخبارية التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي عندما يتعلق الأمر بالسيناريوهات الاحتمالية المختلفة يعطي المجرمين فرصة أكبر للإبتكار والإبداع عند تصميم هجماتهم الجديدة كل يوم.

وعليه فإنه من الواجب الأخلاقي والقانوني اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على بيئة رقمية صحية ومتوازنة تجمع بين الفوائد الجمة للتكنولوجيات الحديثة والحماية والكشف المبكر لأي انتهاكات محتملة. ولا شك بأن البحث عن توازن كهذا يتطلب شراكة عالمية واسعة تشمل الباحثين والمطورين والمشرعين وصناع السياسات العامة بالإضافة لفئات المجتمع كافة بغض النظر عن مستوى خبرتهم التقنية. ومن الأمثلة العملية لذلك العمل الجاد لمنظومة بروتوكولات لحماية البيانات (GDPR) الأوروبية والتي تسعى لدعم حقوق الأفراد وحماية خصوصيتهم ضد أي تجاوزات تكنولوجية محتملة سواء كانت متعلقة بنماذج التعلم الآلي أوغير ذلك من الأدوات الأخرى ذات التأثير الكبير علي الحياة الرقمية للمستخدم النهائي.

وفي المقابل تبني العديد من الشركات الرائدة حول العالم سياساتها الخاصة بشأن كيفية إدارة مخاطر التصيد الاحتيالي المرتبط بتقنيات LLMs العملاقة وقواعد البيانات الضخمة. ويساهم هذا النهج المثمر نحو تبادل الخبرات والمعارف بين القطاعات المختلفة (خصوصاً تلك المنشأة حديثا كالصناعة الناشئة Fintech )بشكل فعال لتحقيق مكاسب مشتركة لكافة الاطراف المعنية . ونحن نعيش عصر السرعات الفائقة فان الوقت الحالي مناسبا لاتخاذ موقف جدي تجاه هذه المسالة الحيوية قبل الوصول الي مرحلة اليأس حين يصعب بعدها اصلاح الواقع المرير المترتب عليها اثناء حدوث اختلال كبير بسبب عدم وجود اجراء عقلاني مبكر . لذا فالاستثمار الدائم بالموارد المالية والبشرية أمر ضروري لصيانة المنافسة التجاريه المستدامة وتعظيم الانتفاع اقتصادياً وفكرياً نتيجة توسيع نطاق تطبيق الحلول البرمجية المضادة للاختراق بالإضافة لاستخدام وسائل التسويق الخاصه بعروض منتجات الشركة المصممه وفق احدث ماتوصل اليه علم الذكاء الاصطناعي وفي نفس السياقات بدعم قوانين معمول بها تحمي مصالح الجميع بدون استثناء متحفظ بل شامل لكل افراد الاسرة الاكتوائيين الذين لهم الحق بالحصول عل المعلومات دون مشاكل جانبية خطيره تؤثر بحرمانهم منها لاحقا ولذلك تعتبر مسأله تنظيم قواعد اللعبة هنا مهمتها الاولى محافظه أموال الناس وعقولهم أيضًا!