- صاحب المنشور: تغريد الجنابي
ملخص النقاش:
تُعدّ تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة حديثة في عالم الطب والرعاية الصحية، حيث تقدم حلولاً مبتكرة لإعادة تشكيل وتطوير الصناعة الطبية. تتجاوز هذه الثورة مجرد كونها أدوات مساعدة أو تسهيلات فحسب؛ بل إنها تغيّر جذريًا طريقة عمل الأطباء والممرضين وأخصائيي الرعاية الصحية الأخرى، وكيف يستفيد المرضى منها أيضًا. يهدف هذا المقال إلى استعراض التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على القطاع الطبي وفهم مزاياه المحتملة والتحديات المرتبطة به.
التطبيقات الأولية للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة
في مجال التشخيص والعلاج، يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء بأدوات متقدمة لتحليل الصور والأشعة مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير الشعاعي الملونة ثلاثية الأبعاد MRI. تستطيع الشبكات العصبية الآلية التعلم الآلي تحديد علامات مختلفة لمرض السرطان وغيرها من الحالات بنفس دقة البشر إن لم يكن أفضل. بالإضافة لذلك, يمكن استخدام الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لأغراض جراحية دقيقة للغاية يتطلب الأمر مهارات يدوية عالية الدقة كالتي يتمتع بها الجرّاح البشري المحترف ولكن بدون مشكلاته وإرهاقه النفسي والجسماني. كما أنه يساهم في تطوير الأدوية الجديدة عبر تعزيز قدرته على التحليل الكمي للمئات من التجارب العلمية والبحوث مما يساعد علماء العقاقير والصيادلة بسرعة اختبار فعالية وصلاحية العلاج المستقبلية بإجراء تجارب افتراضية داخل شبكة رقمية قبل تطبيق العملية على البشر. بالتالي فإن الوقت اللازم لتطوير أي علاج جديد سوف ينخفض بشكل كبير وبالتالي الوصول للأهداف المنشودة سواء كانت الوقاية أو الشفاء.
تحديات وآفاق مستقبلية للذكاء الاصطناعي في المجال الصحي:
مع كل الفوائد التي ذكرنا سابقا إلا إنه يوجد بعض المخاوف بشأن اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل كامل ضمن قطاع الرعاية الصحية. أحد أهم هذه القضايا هو موضوع الخصوصية والحفاظ عليها خصوصا أثناء مشاركة البيانات المصابة والتي قد تحتوي معلومات شخصية حساسة حول المرضى. هناك أيضا احتمال فقدان الوظائف بالنسبة للعاملين التقليديين في مجالات معينة بسبب توفر خيارات تلقائية أكثر ذكاء وقيمة بتلك الأعمال اليومية مما يعني إعادة النظر في دورات التدريب والبرامج التعليمية الخاصة بهم تمامًا بغرض تأهيلهم لسوق العمل الجديد التفاعلي والذي سيركز بشكل أكبر على إدارة المعلومات وتحليلها وليس الإنجاز العملي لها مباشرة.
وعلى الرغم من ذلك، تبقى فرص تطوير نظام رعاية صحية أكثر قوة ومتكاملة قائمة وذلك باستخدام المزيد من الحلول المعتمدة على البرمجيات ذات القدرة المعرفية العالية والتي تعمل تحت مظلتها "الأتمتة". ستؤثر تلك الخطوة بالإيجاب نحو تحقيق حياة أطول بصحة جيدة لكل أفراد المجتمع إضافة لتوفير تكلفة أقل مقارنة بالنظام القديم غير الحديث بما يعود بالنفع الأكبر للدولة ومواطنيها جميعا عند الاستقرار والاستدامة الاقتصادية. وفي النهاية يبقى الباب مفتوحة أمام البحث والدراسة المستمرة لهذا الموضوع الحيوي بهدف رسم سيناريوهات واقعية عملية قابلة للتطبيق أرضيًا وبالتالي