• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  

  أصبح العالم اليوم أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيات الرقمية التي غزت جوانب الحياة المختلفة. وقد كان لهذه الثورة التقنية آثار متعددة الأوجه على البشر، خاصة الفئة الشابة منهم. بينما يمكن رصد فوائد عديدة لتلك الابتكارات كزيادة فرص التعلم والمعرفة والتواصل العالمي، إلا أنها قد جلبت أيضًا معها مخاوف صحية نفسية جديدة لم يكن بالإمكان توقعها قبل عقود قليلة مضت.

الفوائد الواضحة للتكنولوجيا

• التعليم والتدريب: توفر الإنترنت مجموعة واسعة من الدورات التعليمية والموارد التدريبية المجانية أو بتكاليف بسيطة مقارنة بالطرق التقليدية. وهذا يفتح أبواب المعرفة والتعلم أمام شرائح كبيرة ممن كانوا محرومين منها لعدم وجود الإمكانيات المالية أو الجغرافية.
• الوصول إلى المعلومات: أصبح بإمكان المستخدم الحصول على أي نوع من البيانات فورًا عبر البحث عبر الانترنت, مما يساهم في زيادة الثقافة العامة وتعزيز مهارات حل المشاكل لدى الأفراد.

المخاوف المتعلقة بصحتنا الذهنية والنفسية

بخلاف تلك الآثار الإيجابية الظاهرة، هناك جانب آخر أقل بروزاً ولكنه حاسم بالفعل - التأثير السلبي الذي تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنتجات التكنولوجية الحديثة على حالة الشباب النفسية والعقلية:

1) الضغط والإرهاق

إن الطابع المستمر لتواجد شبكات الاتصالات الاجتماعية وانشغال الأجهزة الذكية بشكل دائم يولد شعورا مستمرا بالإلحاح وتوقعات بأن تكون متفاعلاً باستمرار ومتواصلا طوال الوقت بغض النظرعن المكان وزمن التنفيذ الحقيقي للأعمال المعتمدة لدى الشخص.

2) القلق بشأن صورة المحبوب الذاتى

يُظهر البحث العلمى الحالي ارتفاع معدلات اضطرابات ثقة المرء بصورته الذاتيه وأثره على مستوى سعادتهم العامة نتيجة المقارنات بين صورهم الخاصة وما ينشرونه مقابل النشاط المرتبط بشخصيات افتراضیه أخرى ومشوّه للموضوع بحسب اعتقاد البعض حيث يتبين لاحقا ان هذه الصور ليست الا نتاج حيل فوتوغرافيه مصطنعه مصممة لجذب الانتباه وبالتالي جذب أكبر عدد ممكن من الأعضاء للانضمام والانشاء بواسطة حساباتها الخاصه بها .

3) الوحدة والشعور بالعزله الاجتماعيه

على الرغم من كون الشبكه العنكبريه مجتمع افتراضي عالمي ذو اتساع هائل غير محدود جغرافيا ،الا انه يحمل ضمن صفاته القدرة علي عزلهم اجتماعي بسبب فقدان عميق لإحساس العيش الواقعي بسبب إدمان استخدامه الزائد بالمقابل لحياة فعليه اكثر واقعية وصلتها وثقتها بالحاضر والاستعداد بناء علاقات ذات قيمة اعلى خارج نطاق العالم الإلكتروني المصطنع المفروض عليه تسليع كل شيء حتى العلاقات البشرويه نفسها !

4) مشكلات النوم الناجمة عنه

يساهِم استخدام الأجهزه المحمول مثل الهواتف والأجهزة الكفيةفي خفض إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤولة طبيعتياً عن تحديد دورة نوم واستيقاظ الجسم الطبيعى والذي يؤدي إلي عدم انتظام ساعات الراحة المثالية للجسم ويترك اثراً سلبي عام يشابه تأثيرات المدمن لفترة طويلة كما يذكر العديد المرضيين الذين يعانون سابقاً من تلك الاعراض بعد تخارج تدريجى عن هذا الاستخدام بكثرة ثم إعادة الموازنة لها مرة أخيرة حسب تقديراتهم الشخصية عبر تجارب حياتية مرروا بفصول مختلفه أثناء عملية تعافيهم النهائي منه تمامًا.

وفي نهاية المطاف تعد دراسة الحالة الإنسانية واحداً من أهم تحديات تقدم عصر تكنولوجيا المعلومات الحديث والتي تستحق اهتمام جميع قطاعات المجتمع سواء أكانت سياسية أم ثقافية أم علميه وفكرية عامة بهدف ضبط مساره نحو وجهة مفيد وصحيح قدرالإمكان وذلك للحفاظ علي تماسكه الأساسي كمجموعه بشر متحضر حديث يرغب ببناءمستقبل أفضل لأنفسكم ولعائلاته الصغيرة