- صاحب المنشور: هديل بن شماس
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد العالم على التقنيات الرقمية والتغيرات الديموغرافية السريعة، أصبح سوق العمل الحر يكتسب زخما غير مسبوق. هذا التحول نحو اقتصاد رقمي أكثر مرونة يؤثر ليس فقط على الأفراد الذين يعملون لحسابهم الخاص ولكن أيضا الشركات والمجتمع ككل. ففي حين توفر هذه الحركة فرصا هائلة للتطور المهني والاستقلالية الاقتصادية، فإنها تأتي مع تحديات تتطلب التعامل الذكي والبناء.
تُعدّ شبكة الإنترنت العالمية اليوم بمثابة المنصة الرائدة التي يمكن للأفراد استخدامها لتطوير مهاراتهم وتقديم خدماتهم للمستثمرين حول العالم. حيث يوفر موقع مثل Upwork أو Freelancer قاعدة بيانات واسعة من الوظائف المتاحة والتي تناسب مختلف المؤهلات الأكاديمية والمهنية. لكن الوصول إلى تلك الفرص يتطلب فهمًا عميقًا للتقنيات الحديثة وكيفية تسويق الذات بكفاءة ضمن ذلك السوق الإلكتروني الجديد.
إحدى أكبر الفوائد المحتملة لنموذج الأعمال المستقل هي القدرة على اختيار نوع المشاريع التي يرغب الشخص في الانخراط بها - سواء أكانت طويلة الأمد أم قصيرة المدى، وبالتالي تحقيق توازن أفضل بين الحياة الشخصية والعروض المهنية. بالإضافة لذلك، يتيح النظام الجديد حرية التجربة والإبداع عبر قبول مشاريع متنوعة ومختلفة مما يعزز الخبرة العملية لدى العاملين لحسابهم الخاص. إلا أنه ينبغي التنبيه هنا بأن عدم وجود سياسة رسمية التقاعد، فضلا عن محدودية ضمانات التأمين الصحي وغيرها قد تشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لهم مقارنة بالموظفين الثابتين داخل بيئة عمل تقليدية.
وعلى الجانب الآخر، تخشى بعض المؤسسات الكبرى فقدان العمالة الدائمة لصالح نظام العمل المستقل الذي يحمل العديد من المخاطر المالية والقانونيّة أيضاً. فعلى سبيل المثال، تحمل الشركات مسئولية تقديم الأدوات اللازمة والأمور القانونية الضرورية أثناء تعيين موظفين دائمين لها بالمقابل؛ بينما عندما يتم استقدام عامل مستقِل خارجياً فلابد وأن تكون هنالك بنود اتفاق واضحة تحكم الالتزامات المالية والجوانب الأخرى ذات الصلة قبل وأثناء وبعد انتهاء المشروع.إن عدم اليقين بشأن آلية تطبيق القوانين المحلية المتعلقة باستعمال اليد العاملة بشكل دوري قد يجعل كلتا الطرفتين عرضة لمشاكل قانونية جمة إن أخفقوا بإعداد العقود المناسبة .
لذا ،لضمان نجاح الانتقال الناجع نحو مستقبل شركات الخدمات الاستشارية والمنظمات الصغيرة والمتوسطة الحجم،يبقى ضروري الإلمام بمجموعة متكاملة من القدرات والمعارف الجديدة كتكنولوجيا المعلومات والتواصل الرقمي وإدارة الوقت وحتى اتقان لغات برمجيه حديثة كاللغة العربية نفسها بطرق مبتكرة تسمح بالتفاعل عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة.
وفي نهاية المطاف، يعد التكيف والتخطيط الجيد أمر حيوي لإحداث انتقال ناجح ومتناغم بين نموذجي العمل الحالي ومن المتوقع أن يأخذ مكانته خلال العقود المقبلة.من المهم التركيز الآن وليس غداً لبناء الأسس القوية لنظام جديد أكثر دينامية وتمكين لأصحاب المهارات العليا ممن يستطيعوا اغتنام فرصة القرن الواحد والعشرين وتحقيق أحلامهم الريادية بكل سهولة حال توفر لديهم المعرفة والدعم الكافي للاستمرار بهذا النهج الجديد والذي بلا شك سيكون له تأثير عظيم على مجريات الأمور فيما يلي سنتياوات قليله قادمة.