- صاحب المنشور: أفنان الحدادي
ملخص النقاش:في العصر الحديث، أصبح التطور التكنولوجي مصدر قوة وفائدة كبيرة للمجتمع البشري. ولكن مع هذه الثورة الرقمية جاءت تحديات غير متوقعة قد تشكل تهديدًا حقيقيًا على النظام السياسي والاجتماعي للدول والشعوب حول العالم. أحد أكثر تلك المخاطر شيوعاً هو ظاهرة التضليل الرقمي أو الأخبار الكاذبة. يشير مصطلح "التضليل الرقمي" إلى نشر معلومات خاطئة عمدًا عبر الإنترنت بهدف التأثير سلباً على آراء الجمهور وتوجهاتهم السياسية والنفسية. وقد اتخذ هذا النوع من الأنشطة أشكالاً مختلفة مثل الحسابات الوهمية، الرسائل الضارة، ومقاطع الفيديو المزيفة التي تستهدف زعزعة الاستقرار الاجتماعي والثقة بالنخب الحكومية وغيرها من المؤسسات القوية.
تعمل وسائل التواصل الاجتماعية كمنصة رئيسية لنشر المعلومات الزائفة بسبب سهولة الوصول إليها وانتشارها الواسع. يمكن للقوى المعادية استخدام حسابات وهمية لإنتاج محتوى مضلل يروج لأجنداتها الخاصة أو لتشويه سمعة خصوم سياسيين. بالإضافة إلى ذلك، فإن سرعة انتشار المحتوى عبر الشبكات الاجتماعية تجعل من الصعب التحقق منها قبل أن تصبح جزءا من الحدث الحالي. كما يساهم عدم وجود رقابة فعالة على شبكة الانترنت في زيادة تأثير هذه الظاهرة المدمرة.
تأثيرات عميقة
للتضليل الرقمي تأثيرات بعيدة المدى يمكن أن تتجاوز نطاق السياسة الداخلية لأي دولة. فقد تؤدي إلى تقويض الديمقراطية والاستقرار المجتمعي، مما يؤثر بالتالي على حقوق الإنسان الأساسية والمعايير المدنية العالمية. إليك بعض الأمثلة الرئيسية للتأثيرات المدمرة لهذا الاختلال الواعي للأخبار:
- تقويض ثقة الجمهور: عندما يتعرض الناس لمعلومات مغلوطة لفترة طويلة، تبدأ لديهم شكوك بشأن مصدر المعلومة الحقيقية وبالتالي تفقد مؤسسات الدولة مصداقيتها أمام المواطنين.
- زيادة الانقسامات الاجتماعية: يستغل المتلاعبون بالمعلومات الفرقة المجتمعية وتعزيز الخلافات بين مختلف الفئات السكانية باستخدام موضوعات مثيرة للجدل لغرس الشك والكراهية بين الجماعات المختلفة.
- تهديد الأمن القومي: يمكن استغلال التضليل الرقمي أيضًا لحشد دعم شعبي ضد سياسات وزارية محددة أو لممارسة ضغط جماهيري لمنع تبني قوانين مهمة تسعى للحفاظ على سلامة البلاد واستقلال قراراتها
مكافحة التضليل الرقمي
لمواجهة خطر التضليل الرقمي الناشئ، يجب تضافر جهود عدة مستويات مختلفة لتحسين الوضع الحالي ومنعه في المستقبل:
- التربية الإعلامية: تعليم الجمهور كيفية التعرف على الحقائق من خلال فهم المنطق المنطقي والتوجهات النفسية خلف انتشار المعلومات المغرضة عبر الأنترنيت.
- تنظيم شركات الوسائط الاجتماعية: فرض قواعد مشتركة تحظر نشاطات تضليل المتابعين وخلق مساحات رقمية موثوق بها تسمح بالحوار العام البناء ذو الطابع المسؤول.
- الشفافية والمصداقية: تحسين عمل الصحافة المحلية والدوليّة بعدم ترويج أخبار غير مؤكد دقتها وإنشاء عمليات تدقيق داخلية مستقلة للتحقق من صحّة المعلومات المطروحة علنيا قبل اعتمادها رسميًا.
إن مواجهة التضليل الرقمي ليست مجرد مسؤولية