في سؤالك، تسأل عن ظاهرة الشعور بالرجفة أثناء أدائك للصلاة أو قراءة القرآن الكريم أو الدعاء، بالإضافة إلى برودة اليدين في بعض الأحيان. قد يكون لديك تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الظاهرة مرتبطة بالإيمان والخوف من الله، أم أنها مجرد عرض جسدي طبيعي. سنستعرض هنا الآيات الكريمة والأحاديث النبوية لتوضيح الأمر.
وفقًا للقرآن الكريم، يقول الله عز وجل في سورة الزمر (آية 23): "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله". يشرح القرطبي رحمه الله أن عبارة "تتقشعر منه جلود" تعني اضطراب الجلد وتحركه نتيجة الخوف ممن يحذر منه الكتاب، سواء كان وعيدا أو وعداً. وهذا يدل على وجود ارتباط وثيق بين التقشعّر والجسد وخوف النفس من الله.
إضافة لذلك، هناك أحاديث شريفة تشدد على أهمية هذا العرض الجسدي كمظهر للإيمان. فقد ورد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قولها بأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يبكون ويقشعر جلودهم عندما يسمعون القرآن بسبب تخوّفهم من وعيده. وفي حديث آخر نقل عن العباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اقشعر جلد المؤمن من مخافة الله تحاتت عنه خطاياه كما تتاح عن الشجرة البالية ورقها." وهناك أيضا حديث مروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما اقشعر جلد عبد من خشية الله إلا حرمه الله على النار."
من المهم التأكد أنه ليس كل حالة شعورية تتميز بالرجفة مؤشر واضح على وجود إيمان عميق. يمكن أن تكون هناك حالات أخرى غير ذات علاقة بالعقيدة مثل رد الفعل الفسيولوجي الطبيعي للجسم تجاه المواقف المتعبة نفسياً. لذا، ينصح باستشارة طبية لفهم سبب حالتك بشكل أفضل واتخاذ التدابير المناسبة. يجب عليك أيضًا مراقبة السياق الذي تحدث خلاله تلك الأحاسيس - هل هي فقط أثناء الذكر والدعاء والصلاة أم خارج هذه اللحظات الروحية الخاصة أيضاً؟ بناءً على ذلك ستتمكن من فهم مصدر هذه التجربة جيداً.
ختاماً، بينما تعتبر الرعشة نتيجة المخافة جزءاً مهماً من التجارب الروحية لدى البعض، فهي ليست المعيار الوحيد لنقاء القلب والإيمان الراسخ. ومن الضروري البحث عن المشورات الطبية والنفسية للحصول على منظور شامل لحالتك الصحية العامة.