في سياق متابعة أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بإنجاب الأطفال، هناك نقطة توضيحية هامة تتعلق بمفهوم "التحديد" مقابل "منع". بينما يشجع الدين الإسلامي على التكاثر والإنجاب عبر الحديث النبوي الشريف "تناكحوا تناسلوا"، فإن هذا التشجيع يأتي ضمن نطاق الحرية الشخصية مع مراعاة الظروف الصحية والنفسية للمرأة. إلا أن الأمر المختلف يتمثل فيما يعرف بـ"قطع النسل"، والذي يعد حرامًا ومحرمًا بالكامل باستثناء الحالات القصوى التي تهدد حياة الأم.
يتضح الفرق بين هذين المصطلحين عندما نتذكر أن زواج الشخص قد يكون خيارًا وليس إلزاميًا دائمًا بناءً على بعض الظروف. ومع ذلك، بمجرد وقوع الزواج، تحظر العديد من العادات والتقاليد المرتبطة بعلاقة الزواج، بما في ذلك منح الزوجه حق الطلاق بشكل مفرط. وبالتالي، يمكن اعتبار الزواج سبباً للتحول نحو مسؤوليات جديدة مرتبطة بالإنجاب، حيث يدور الحديث هنا حول تنظيم تلك العملية بدلاً من المنع الكامل.
من الواضح حين النظر لهذه المسائل حسب قواعد الفقه الإسلامي التقليدية أن القرارات المتخذة قبل دخول عقد الزواج (مثل اختيار عدم الزواج) ليست هي ذاتها القرارات المتخذة خلال فترة الحياة المشتركة داخل نطاق الزواج. لذلك، فإن قاعدة "الغفران للدائم وغير الغفران للمبدأ" تؤكد على أنه رغم احتمال وجود تفاوت في العقوبات القانونية للأفعال نفسها بحسب وقت ارتكابها - سواء كانت ابتدائية أم متجددة دائماً-.
وفي نهاية المطاف، يجب التأكيد على أهمية استشارة الخبراء الطبيين المؤهلين والمختصين في مجال الصحة النفسية لفهم الآثار المحتملة لكلتا الخطوتين – أي الانجاب وعدم الانجاب-. هذه الاستشارات ضرورية لتقييم الوضع الفريد لكل فرد واتخاذ قرار مستنير مناسب لحاله الشخصية وظروفه الخاصة.