- صاحب المنشور: هيثم الهلالي
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور التكنولوجيا بسرعة هائلة، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في تشكيل مستقبل سوق العمل. هذا التحول الرقمي قد خلق فرصًا جديدة وأحدث تغييرات جذرية على العديد من الصناعات التقليدية وقد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف أيضًا. دعونا نستكشف هذه المسألة المعقدة بتعمق أكثر.
في الجانب الإيجابي، يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في زيادة الكفاءة والإنتاجية في مكان العمل. يمكن للمحركات الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أداء المهام الروتينية والأعمال المتكررة بكفاءة عالية وبشكل أسرع مما يستطيع البشر القيام به. هذا يحرر العامل البشري للاستفادة من مهاراتهم المتخصصة والمبتكرة لإنجاز أعمال تتطلب تفكيراً إبداعياً وتفاعلاً بشرياً شخصيًا. تُظهر الأبحاث الحديثة أن حوالي 83% من القادة التنفيذيين يتوقعون أن يساعدهم الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى إنتاجيتهم وستتاح لهم وقت أكبر لبذل الجهد الإبداعي.[1]
ومع ذلك، فإن التأثير سلبي أيضا حيث يشعر البعض بمخاوف بشأن فقدان وظائف بسبب تعزيز الذكاء الاصطناعي للعمل الآلي. وفقا لدراسة أجرتها شركة McKinsey & Company، بحلول عام 2030، ستؤدي مزيج من الابتكار والتغيرات الاقتصادية الأخرى إلى تغيير طبيعة عمل حوالي 400 مليون عامل حول العالم، أي ما يعادل تقريبًا حجم اقتصاد الولايات المتحدة بأكمله اليوم.[2] ولكن رغم هذا الخبر المخيف، ثمة وجه آخر للقصة وهو أنه مع ظهور تكنولوجيا جديدة تأتي تحديات تحتاج إلى حلول تحتاج بدورها لمزيدٍ من المهارات المتخصصة الجديدة وهذا يعني طلبًا جديدًا لعدد مختلف ومتنوع من الوظائف حتى وإن اختفت القديمة ذات يوم.
بالإضافة لذلك، يحمل الذكاء الاصطناعي معه فرصة غير مسبوقة لتدريب وتحسين المهارات البشرية عبر نماذجه التعليمية المبتكرة ومن خلال رصد تقدم الفرد باستمرار أثناء العملية التعلمية باستخدام بيانات ضخمة تم جمعها سابقاً. كما يُساعد الذكاء الاصطناعي أيضاً في عملية توظيف الأفراد الأنسب للوظيفة المناسبة بناءً على البيانات المتوفرة عنه سابقا واستخدامه كنموذج ذكي لتحقيق المزيد من التوافق بين الشخص والوظيفة المستقبيلة له.
وفي النهاية، ينصب التركيز الأساسي لسوق العمل الجديد الذي نشأت منه قوة الدفع المبنية على الذكاء الاصطناعي هو تطوير "مهارات القرن الحادي والعشرين"، والتي تضم مجموعة متنوعة من القدرات مثل البرمجة وإدارة المشاريع والحلول الإبداعية وغيرها الكثير لتتمكن بعدها من اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة ولاغتنام الفوائد الناجمة عنها وذلك باتباع نهج شامل يتضمن تعليم دائم ومستمر للتجديد والمعرفة بالإضافة لاتخاذ قرارات مدروسة فيما يخص السياسات المصاحبة لها كلما دعت الضرورة الي ذلك .[3]
[1] Harvard Business Review, AI and Productivity Growth - What to Expect from Robots by Harford, Tyler et al., June 29, 2017 https://hbr.org/2017/06/ai-and-productivity-growth-what-to-expect-from-robots
[2] Mckinsey Global Institute, Jobs Lost Jobs Gained: Workforce Transformation in the Age of AI http://www.mckinsey.com/global-themes/digital-disruption/jobs-lost-jobs-gained-workforce-transformation-in-the-age-of-ai
[3] World Economic Forum, The Future of Jobs Report 2020 https://www3.weforum.org/docs/WEFFutureofJobs2020.pdf