- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ، كان للإسلام تأثير عميق على مختلف جوانب الحياة بما فيها الفنون. لم يكن الدين يتعارض مع الإبداع بل شجع على التعبير الفني والنظر إليه باعتباره جزءا أساسيا من حياة الإنسان المتكاملة. هذه الورقة ستستعرض كيف أثرت العقيدة الإسلامية والأخلاقيات عليها وكيف ردت الفنون بطابعها الخاص الذي يحمل بصمتها الدينية والثقافية.
التأثير الأولي للدعوة الإسلامية على الفنون
بعد ظهور الدعوة الإسلامية في القرن السابع الميلادي, واجه الفنانون تحديًا كبيرًا لتكييف أعمالهم وفق القيم الجديدة التي جاء بها الدين الجديد. كانت الرسومات البورتريه والتصاوير حيّة ومألوفة في الفن البيزنطي والفني اليوناني القديم ولكنها اختفت تدريجيًا بسبب تحريم تصوير الأشكال البشرية كالشخصيات الحيوانية أو الكائنات الحية الأخرى باستثناء النباتات. هذا التحريم أدى إلى تطوير أشكال جديدة تعبر عنها الأعمال الفنية مثل التصاميم الهندسية الجماعية المعروفة باسم "جسور"، والتي تتألف عادة من زوايا منتظمة وخطوط متكررة بدون أي صور تمثيلية واضحة للأشياء الطبيعية. بالإضافة لذلك ظهر النمط العربي الإسلامي لزخرفة المباني والمجسمات والذي أصبح معروفاً بزخارفه المستوحاة من الزهور والشجيرات والعناصر الهندسية.
التعبيرات الفنية أثناء العهد الذهبي للحضارة الإسلامية
مع قيام الدولة الأموية والدولة العباسية ولادة عصر جديد شهد نهضة فنية غير مسبوقة حيث تشكل الطراز الأندلسي والطراز المغول والإیرانی وأساليب أخرى مميزة لكل منطقة جغرافیة هیمنة علیھم تلك المدینات کبیرة کالقاهرة وبغداد واسپاهان وغيرھا. هنا نجد نوع آخر من التعبيرات الفنية يتمثل في الأدوات المصنوعة يدویاً والمعروضة فی الأسواق كتلك الموجودة الیوم داخل متحف رضا التاریخی الواقع بتهران العاصمة الإیرانية؛ فقد تم استخدام الأقمشة المطرزة والحرف اليدوية المختلفة لصنع اغطیة غرنیطس مزينة بتعابير دینیة وثقافیة جمالیة تعكس تأثیر دین الاسلام عليہم وتراث ثقافتهم الغنیه .
حوار بين الفن والمذهب الشيعي الاثني عشري
داخل العالم الشيعي بوجه خاص، هناك علاقة خاصة بالفن تستمد جذورها مباشرة من الرواية الدينية الخاصة بهم. فعلى سبيل المثال يعتقد الشيعة ان النبي محمد عليه السلام قد قام بنحت خاتمه الشخصي بيده مما يعطي ذالك الخاتم أهمیه روحانیه عظیمه وقد اعتمد أيضا بعض علماء المسلمين الآخرين -مثل ابن عربي مثلا–على الرسم كوسيلة للتواصل الروحي وكان لدینھم تصوّرات مختلفة حول ماهیتھذه التجربة ومن بينھا الرؤية الخارجية الداخلية والخارجية للنفس الإنسانیە وقدرتها علي الوصول للمعلومة الصواب الديني والمعرفي الهندسی باستخدام الصور والرموز الواضحه فيه حتى أنها سميت برسم نفس الناسخة بالنفس المحمدي! وهكذا فان القدرة علی الجمع بین الدراسات النظرية والعلم التجربی جعل منها فن له مكانته الخاصة ضمن المنظومة الثقافیۃ الاسلامیا العامۃ لكن يبقى الوضع حالياً تحت رقابة شديدة نظر لما یتعلق بشأن الاستخدام السلیک للاعمالالفنيه٠٠٠... إلخ