- صاحب المنشور: هديل بن جلون
ملخص النقاش:
مع تطور العالم نحو اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات المتقدمة، أصبح الحديث حول توازن التعليم التقليدي مع التعليم الرقمي موضوعًا حيويًا يشغل اهتمام العديد من العلماء والمربين. هذا التوازن ليس مجرد نقاش نظري بل يتعلق مباشرة بكيفية بناء مجتمع معرفي قادر على المنافسة عالميًا وتحقيق أفراد ذوي مهارات متعددة ومتكاملة.
في النظام التعليمي التقليدي، يركز التركيز بشكل كبير على نقل المعرفة من خلال المحاضرات والشهادات الكتابية والتفاعلات وجهًا لوجه بين الطلاب والمعلمين. توفر هذه البيئة بيئة تعليمية منظمة جيدًا تدعم التعلم الجماعي وتعزز الفهم العام للموضوعات الدراسية. ومع ذلك، فإنها قد تتسم بالرتابة وقد لا تستجيب دائمًا للوتيرة الشخصية لكل طالب أو احتياجاته الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار تكاليف البنية الأساسية للنظام التعليمي التقليدي مرتفعة مقارنة بالمناهج الرقمية التي تعتمد على الإنترنت والتي غالبًا ما تكون أكثر انفتاحاً وأقل تكلفة.
على الجانب الآخر، يتمثل جوهر التعليم الرقمي في استخدام الأدوات الرقمية مثل الحوسبة السحابية والأجهزة المحمولة وبرامج إدارة التعلم لتوفير تجربة تعليم مرنة وشخصية وآمنة. تسمح تقنيات التعليم الإلكتروني بتقديم المواد الدراسية عبر الإنترنت مما يسمح للطلاب بالدراسة حسب جدول زمني يناسب حياتهم اليومية ويضمن عملهم بوتيرة تناسب مستوى تقدمهم الخاص بهم . كما أنه يعطي الفرصة للأكاديميين لإضافة عناصر تفاعلية وجذابة داخل محتوى الدرس مما يحسن التحفيز والإيضاح لفكرة معينة.
لكن رغم كل تلك المزايا ، يوجد بعض القلق بشأن الاعتماد الزائد على الوسائل الرقمية والذي قد يؤثر سلبياً علي المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال حيث يعد التواصل الشخصي جزء اساسي من العملية التعليميه . أيضا هناك مخاوف متعلقة بالأمان والأمانة الأكاديمية وانتشار الغش بسبب سهوله الوصول الي المعلومه بدون مراقبة مباشره .
المزايا المشتركة :
* المرونة : تمكن كلتا أدوات التعلم الطلاب والأساتذة من العمل وفقاً لأوقات مناسبة لهم سواء كنت داخل قاعة دراسية تقليدية أم خارج حدودها الجغرافية .
* التنوع: توفر طريقة تقديم متنوعة تلبي مختلف الأنماط المعرفية والمهارية لدى المتعلمين كالأكثر حساسية سمعياً والبصرية وغيرهما .
* تحسين الكفاءة والحصول علی المعلومة: تساهم المنصات الرقمية بتوفير مواد تعليم حديثة ومحدثة باستمرار مما يساعد في تطوير طرق التدريس ويعمل كمورد اضافي يفيد جميع الاطراف المتحصلة بنظامه التربوي .
وفي النهاية ، يظهر دور هام للتكامل بين نظامينا الحاليين لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة لكلا طرفاي عملية التعلم وهكذا تصبح مهمتنا كأفراد المجتمع المسؤول عنه توجيه جهودنا نحو تصميم حلول مبتكرة تشجع الاستخدام الامثل لما لدينا حالياً بينما نستعد لاستقبال المستقبل بمفهوم شامل يجمع الماضي بالحاضر وينظر بثبات للأفاق الواسعه المستقبليه...