- صاحب المنشور: عبد القادر بن عبد المالك
ملخص النقاش:تعيش الشركات الناشئة العربية عصرًا ذهبيًا وسط تزايد الدعم الحكومي والاستثمارات الخاصة، ولكنها تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في تحقيق توازن دقيق بين ريادة الأعمال الإبداعية واحتياجات السوق المحافظة. هذا التوتر بين التنويع والإلتزام بالقيم التقليدية يفرض نوعًا خاصًا من الضغوط على رواد الأعمال الشباب الذين يسعون لإطلاق منتجات أو خدمات مبتكرة تلبي طلب عملائهم مع احترام ثقافتهم وقوانين بلدانهم أيضًا.
لا ينكر أحد دور العامل الثقافي والقانوني المؤثر في المشهد الاقتصادي العربي؛ حيث تحظر بعض المجتمعات أشكالاً محددة للمحتوى الرقمي وتقيّد نشاطات تجارية بعينة وفقًا لأيديولوجيتها الفردية. قد يبدو ذلك عائق أمام حرية التجريب والمخاطرة التي تعتبر أساس جوهر الريادة الحقيقة، لكن يمكن التعامل معه بطرق ذكية ومبتكرة أيضاً.
فعلى سبيل المثال، حين قامت شركة "فابري" المصرية بإطلاق تطبيق تعارف رقمي يحترم القواعد الأخلاقية والتقاليد الإسلامية عبر منع المستخدمين غير المتزوجين من رؤية صور الشخص الآخر حتى بعد الموافقة الأولية، حققت نجاحا ملحميا إذ وصل عدد مستخدميه إلى أكثر من مليوني شخص خلال عام واحد فقط!
هذا مثال حي يشرح كيف يستطيع رائد أعمال عربي موازنة احتياجات مجتمعه ومتطلباته بتقديم حلول تقنية حديثة وفي الوقت نفسه تأكيدا لالتزام أعراف وثوابته الاجتماعية والدينية الأصيلة.
نماذج أخرى ناجحة
وفي مجال آخر مختلف تمام الاختلاف تمام الاختلاف كلياً، شهدنا ظهور منصة توظيف الكترونية تسمى "توكتوك"، وهي عبارة عن سوق عمل اونلاين تربط الباحثين عن فرص شغل بالورّاذ المستقلين داخل البيئات ذات الأصول المسلمة خارج العالم الإسلامي مباشرةً بدون الحاجة للتأشيرات السياحية المعقدة وغير المكلفة مادياً ولا بدنياً!
تم إنشاء هذه المنصة خصيصاً لتلبية حاجة الوافدين الجدد للهجرة الطوعية ممن ليس لديهم خلفية مهنية قوية وقد تتسم حياتهم اليومية بصراع داخلي شديد بشأن مدى صلاحية عملهم الجديد بالنسبة للشرع الإسلامي بحسب اعتقاد صاحب القرار الصارم ذا التأويل الضيق لحكم الدين الاسلامي . فعندما يتوافق العمل المرغوب فيه مع معتقداته الشخصية وهواه الخاص فإنه يستطيع الآن البحث عن وظائف مناسبة بكل سهولة وبكل سرعة وبنفس راضية مطمئنة تحت مظلة شرعية صادقة المصدر طالما أنها متوافقة قطعاً مع كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسلم
.
إسماعيل الراضي
6 مدونة المشاركات