في سؤال طرح حول تعليق أحد الأفراد عبر الإنترنت ينسب فيه صفة "المخلوق" لكل ما يُطلق عليه اسم "الغيب"، يستحق الأمر توضيحاً شرعياً مفصلاً. وفق التعاليم الإسلامية، مصطلح "الغيب" يشمل مجموعة واسعة من المواضيع التي تشمل الأمور التي لا يمكن للعقل البشري إدراكها بشكل مباشر بسبب محدوديات قدرات الإنسان الحسية.
وفق التفسيرات المقدمة من علماء الدين المسلمين مثل القرطبي وابن العربي، هناك نوعان رئيسيان للغيب: أولاً، هناك الأشياء والمواقف التي ثبت وجودها بواسطة الوحي الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولكن لم يتمكن البشر من رؤيتها أو لمسها مباشرةً، بما في ذلك الجنة والنار والمعجزات والحساب يوم القيامة. ثانياً، هناك الحقائق الروحية المرتبة للإنسانية والتي تعتبر جزءاً أساسياً بالإيمان المسيحي، مثل الله نفسه والأرواح والكلمات النبوية والعناية الربانية والقضاء والقدر - كل هذه الأمور ليست قابلة للملاحظة المباشرة لأنها تنتمي لعالمنا الروحي.
أما بالنسبة لتساؤلك حول كون الغيب مخلوقات أم ليس كذلك، فنحن نتحدث هنا عن مفهوم أكثر عمقا ودقة. بينما البعض يمكن اعتبارهم مخلوقات بناءً على تعريفهم الفيزيائي، فإن الذات الإلهية هي جوهر مختلف تماما. إنها存在 غير مادية خارج حدود الزمان والمكان، وغابت بطريقة مختلفة لأنها فوق الفهم الإنساني التقليدي لغياب الشيء أمامك فعلياً. إن ذكر الله كـ "غيب" يعكس مكانتِه المقدسة وعدم القدرة البشرية على تصوره بشكل كامل باستخدام الحواس وحدها.
وفي نهاية الأمر، يجب التأكيد أنه بدلاً من محاولة تحليل الكيفية التي يمكن بها تصنيف الغيب ضمن فئات الخلق مقابل عدم الخلق، فإن التركيز الأكثر أهمية يجب أن يكون على قبول واحتضان المعاني الروحية لهذا المصطلح الكبير ومعناه داخل العقيدة الإسلامية.