في بحث حديث حول "سيرة الرسول"، ذكر بعض المؤرخون والمحدثون مثل ابن هشام وابن إسحاق حادثة بعث فيها الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد بشعب سبايا بني قريظة لشراء الخيل والسلاح في نجد. ومع ذلك، فإن سند هذا الحديث يشوبه ضعف بسبب انتفاء شرط الاتصال في السلسلة الروائية. إذ لم يكن لدى ابن إسحاق الشهير بالحفاظ على تاريخ المغازي وصاحب كتاب "السيرة"، القدرة على مشاهدة تلك الأحداث شخصياً نظراً لتاريخ ميلاده المتأخر عن وقائع غزوة بني قريظة. مما يعني أن المعلومات نقلت إليه عبر سلسلة طويلة من الرواة جعلت الحديث مرسلاً وفقاً للمصطلحات التقليدية لعلم الحديث.
بالرغم من عدم قوة الدليل اللغوي لهذا الحديث، فقد اعتمد البعض منه كالشافعي رحمه الله بناءً على أسس أخرى ربما توفر لديهم ولكن ليس بمقدورنا الوصول إليها الآن. ووفقًا لأراء المحققين، يمكن اعتبار استخدام السبايا كوسيلة للتبادل التجاري مقبول شرعاً في حالات محددة تستوجب المصالح العامة، طالما تم تنفيذ العملية بطريقة تضمن سلامة البشر وتعزيز القوة العسكرية للدولة الإسلامية الجديدة. وبالتالي، بينما يتم تأكيد أهمية فهم وتفسير السنة النبوية بدقة نظرًا لقيمتها التشريعية والأثرية الهائلة، يجب أيضًا التعامل بحرص عند تصحيح التاريخ والتقاليد المرتبطة بهذه الأحكام الفقهية.
وفي الختام، يؤكد التحقيق العلمي لحكم هذا النوع من الفتاوى ضرورة الاعتماد فقط على الأدلة الثابتة والصحيحة لإعطاء حكم نهائي بشأن أي قضية مرتبطة بالأحاديث النبوية المروية.
