• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تُعتبر ثورة الذكاء الاصطناعي واحدة من أكثر التطورات غير المسبوقة تأثيراً في العصر الحديث. ولعل أحد المجالات التي ازدادت أهميتها وتزايد تأثيرها مع تطور التقنيات الجديدة هي مجال الرعاية الصحية. فعلى مدى السنوات الأخيرة، بدأ استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في الدخول إلى عالم الطب بمعدلات ملحوظة، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة التشخيصية والعلاجية بشكل كبير.

في هذا السياق، يمكن النظر لذكاء اصطناعي كأداة قوية تساهم في رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. فمن خلال التحليل المتعمق للبيانات الطبية الضخمة، تستطيع هذه الأنظمة تحديد نماذج دقيقة للأمراض والوقاية منها وعلاجها. على سبيل المثال، يستخدم بعض الباحثين خوارزميات التعلم الآلي لتوقع الانتكاس لدى مرضى السرطان بناءً على البيانات التاريخية حول العلاج السابق ونوع المرض وغيرهما من العوامل ذات الصلة. وهذا يساعد الأطباء والممرضين على اتخاذ قرارات روتينية أفضل بشأن خطط علاجية مناسبة لكل حالة فردية.

كما تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضاً في تطوير الروبوتات الطبيّة. حيث تعمل هذه الأجهزة تحت إشراف مجموعة متنوعة من المهنيين الصحيين لإنجاز العديد من العمليات الجراحية المعقدة. فهي تتمتع بدقة عالية وقدرات حركية مذهلة، مما يقلل مخاطر حدوث مضاعفات أثناء الإجراءات الجراحية ويضمن نتائج أفضل للمرضى. بالإضافة لذلك، فإن وجود ذكاء اصطناعي مساعد مثل Siri أو Alexa يسهّل الوصول السريع والدقيق لموارد المعلومات الطبية الهائلة عبر الإنترنت. فهو يسمح لأخصائيي الصحة بإيجاد معلومات محددة بسرعة وبشكل آمن، حتى عندما تكون لديهم يد واحد مشغولة بالفعل بأدوات جراحية.

ومن ناحية أخرى، يتيح لنا الثورة الحديثة أيضًا فرصة مراقبة الحالة الصحية بشكل مستمر للمرضى خارج نطاق المستشفى. وذلك عن طريق ارتداء أجهزة قابلة للارتداء والتي تقوم بتسجيل مؤشرات بيولوجية مختلفة ثم نقلها مباشرة إلى نظام محاسبة بيانات موثوق به يعمل بالذكاء الاصطناعي. ومن هنا، يتمكن الفريق المشرف على حالة المريض من تتبع وضعه بصورة مستمرة واتخاذ أي تدابير طارئة عند الحاجة. إن الشمول والتكامل اللذَان توفرهما تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يشيران بقوة نحو مستقبل أكثر إشراقا وإنقاذًا للحياة في قطاع رعاية صحية متقدم.