يشهد العالم العربي تحولات عميقة بسبب الثورة الرقمية والتقدم التكنولوجي المستمر. هذه التحولات تؤثر تأثيراً كبيراً على مختلف جوانب الحياة بما فيها الثقافة. من جانبها، تتيح التقنية وسائل جديدة للتواصل والتعليم والإعلام مما يتيح الفرصة لانتشار الأفكار والمعرفة بطريقة غيرت تماماً طريقة تفكير المجتمع الحديث وتفاعله مع البيئة المحيطة به.

من الناحية الإيجابية، أدخلت التكنولوجيا التعلم عن بعد وأتاحته للجميع بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الخلفية الاقتصادية. كذلك، تحدث ثورة داخل قطاع الإعلام حيث يمكن الآن الوصول إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من الأخبار والمحتوى بمختلف اللغات والثقافات. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الفنون مثل الموسيقى والأدب أكثر انتشارًا وانتشارًا عالميًا بفضل المنصات الرقمية التي توفر فرصًا لأفراد المجتمع للمشاركة ولإبداع فني جديد.

وعلى الرغم من هذه الفوائد الواضحة للتكنولوجيا على ثقافتنا العربية المعاصرة، إلا أنه هناك تحديات يجب الاعتراف بها أيضًا. بعض أشكال المحتوى المتاحة عبر الإنترنت قد تتناقض مع القيم الإسلامية والأخلاقيّة المحلية وقد تعرض الأطفال والشباب لمواقف مؤثرة سلبيًا عليهم وعلى مجتمعهم.

لذا فإن إدارة هذا التأثير يتطلب تشجيع استخدام تكنولوجيتنا بحذر وصقل محتوى تعليمي وثقافي متماسك يجمع بين الحداثة الحديثة والقيم الإسلامية الأصيلة. كما يتعين علينا دعم إنتاج مواد رقمية ذات جودة عالية تعكس هويتنا الثقافية والمعرفية الثرية وتعزز دور فناني ومؤسسات ثقافتنا الوطنية.

"