• صاحب المنشور: سميرة بن يوسف
  
  ملخص النقاش:
  

  أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في عالم الأعمال والاقتصاد، حيث فتح آفاقًا جديدة للتطور التكنولوجي بينما يثير أيضًا مخاوف بشأن تأثيراته المحتملةعلى سوق العمل. مع تزايد انتشار الروبوتات والأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تستطيع أداء العديد من الوظائف بحساب دقيق وكفاءة عالية، أصبح الحديث حول مستقبل العمالة البشرية أمرًا حيويّـاً أكثر من أي وقت مضى.

من ناحية، يُعدُّ الذكاء الاصطناعي محركًا اقتصادياً رئيسيًا لدفع الإنتاجية وتحسين الكفاءة التشغيلية للشركات. فهو يساعد الشركات على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة أكبر بكثير وبشكل دقيق مما يمكن للإنسان القيام به، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل وتسهيل عمليات صنع القرار الاستراتيجي. كما أنه يساهم في تقليل الأخطاء البشريّة وخفض تكاليف العمليّة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمهام متكررة ومملة.

تأثيرات متنوعة على مختلف القطاعات

إلا أن آثار الذكاء الاصطناعي ليست موحدة عبر جميع الصناعات. بعض المجالات تتوقع ارتفاع الطلب على مهارات تشمل برمجة وتنمية وصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها. ستكون هذه المهارات ضرورية لصنع واستخدام واستثمار الابتكار المتصل بالذكاء الاصطناعي، مما قد يخلق فرص عمل جديدة لموظفين ذوي تعليم عالٍ وقدرات تقنية قوية.

في المقابل، هناك قطاعات تعتمد بشدة على العمالة ذات المهارات المنخفضة أو المتوسطة مثل التصنيع والمبيعات والتوزيع والتجزئة والخِدمَة العامة. هنا، فإن خطر استبدال العاملين بأتمتة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي مرتفع نسبيا. وهذا القلق حقيقي ويستوجب دراسة دقيقة لوضع سياسات توفر شبكات دعم اجتماعي لتوفير تدريب وظيفي للمواطنين الذين فقدوا أعمالهم بسبب التحولات التكنولوجية.

التحديات واحتياجات التدريب المستمر

للتخفيف من الآثار السلبية، تُشدد الحاجة اليوم لإعادة النظر في نظريات التعليم التقليدية وزيادة التركيز على تطوير وتحديث القدرات الرقمية للعاملين الحاليين والقادمين الجدد لسوق العمل. ويتطلب هذا نهجا شاملا يشمل صناديق تمويل التعليم الحكومية وشراكة بينقطاع التعليم الخاص والشأن العام لاستهداف مجموعة واسعة ومتنوعة من الأفراد والمهن المختلفة.

في النهاية، يبقى التأثير النهائي للذكاء الاصطناعي على سوق العمل غير مؤكد ويعتمد على عدة عوامل منها حجم تبني التكنولوجيا الحديثة وقدرتنا على مواكبة تحديثها والاستعداد لذلك. لكن شيء واحد واضح؛ فإنه ينبغي لنا أن ننظر إلى تلك الثورات كفرصة لتحسين نوعية الحياة وإحداث تغيير جذري نحو مجتمع