للصوم تأثير واضح على العديد من جوانب الصحة العامة، بما في ذلك المعدة والجهاز الهضمي بشكل خاص. يعزز هذا النظام العادات الصحية ويساعد في تعزيز وظائف الجهاز الهضمي الطبيعية. ومع ذلك، ينبغي مراعاة بعض المخاوف قبل اتخاذ القرار بالصيام، خاصة بالنسبة للفئات الضعيفة مثل المصابين بداء السكري من النوع الأول، النساء الحوامل، المرضى بعد العمليات الجراحية، والأفراد الذين يعانون من حالات نفسية وعاطفية.
بالعودة إلى الفوائد المعروفة للصوم على المعدة، فإن أحد أهم هذه الفوائد هو تحسين عملية الهضم وتقليل خطر الانتفاخ والإمساك بسبب التقليل المؤقت من كميات الطعام المتناولة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الصوم على إعطاء "راحة" لجدار المعدة والمريء عبر تقليل الحموضة الزائدة التي غالبًا ما تحدث نتيجة الاستهلاك المستمر للأطعمة الغنية بالدهون والسكر.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الصوم كأداة قيمة لإعادة ضبط عادات الأكل لدى الكثير ممن لديهم وزن زائد. رغم أنه ليس الحل الأمثل لفقدان الوزن الدائم، إلا أنه قد يساهم في خفض مؤقت لكمية الدهون غير المرغوب فيها أثناء الفترة الخاصة بالصيام. ولكن، يحتاج الأفراد للتذكّر بأن فقدان الوزن بطريقة مستدامة يتطلب تغيير دائم للسلوك الغذائي وليس مجرد فترات قصيرة بدون طعام.
على الرغم من الفوائد العديدة للصوم، هناك مخاوف صحية معينة تحتاج لمراقبة دقيقة. أولاً، قد يؤدي الصوم إلى الجفاف إذا لم يتم التعويض بالسوائل المناسبة خلال وقت الإفطار. ثانياً، الضغط النفسي المرتبط بالصيام قد يؤثر سلباً على النوم ويؤدي لاحتقان الرأس. أخيراً، شدد خبراء التغذية على ضرورة عدم تجاهل حاجة الجسم اليومية للحصول على تغذية كاملة ومتنوعة تشمل خمس حصص على الأقل من الفواكه والخضروات كل يوم.
في نهاية المطاف، يعد الصوم جزءًا مهمًا من الثقافة والتقاليد الدينية لكثير من الأشخاص حول العالم. لكن بغض النظر عن السبب الشخصي خلف قرار القيام بذلك، يبقى من المهم طلب المشورة الطبية قبل البدء في نظام جديد لصيام لمن هم ضمن الفئات الأكثر عرضة لهذه الآثار الجانبية المحتملة.