- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الذي يتزايد فيه الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل واسع، تبرز اللغة العربية كحقل ثري ومليء بالتحديات حيث يحاول الباحثون والمطورون دمج خوارزميات التعلم الآلي مع نظام الكتابة العربي. رغم الصعوبات المتنوعة المرتبطة بتفرد النظام الصوتي والنحوي للغة العربية مقارنة بلغات مثل الإنجليزية والأسبانية، حققت التقنيات الحديثة تقدما ملحوظا في مجالات متنوعة تتضمن ترجمة الكمبيوتر، المعالجة الطبيعية للغة، ولإنشاء محتوى باللغة العربية باستخدام نماذج توليد نصوص عالية الجودة مدربة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وفي هذا المقال, سنستعرض بعض هذه التطبيقات وتقييماتها بالإضافة إلى دراسة العوائق التي تعترض طريق تطوير تكنولوجيا اللغة العربية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والنظر في المستقبل الواعد لهذه المجالات طويل الأمد.
تحديات تواجه الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية
- التعددية اللغوية: تمتلك اللغة العربية العديد من اللهجات المحلية الفريدة والتي قد تؤثر على فعالية بنوك البيانات التدريبية المستخدمة لتدريب النماذج الأولية للتعامل مع لغة خاصة بالمستخدمين الأصليين. وهذا يعني أنه حين يتم استخدام نموذج موحد للعربية القياسية الفصحى يواجه مشاكل أثناء فهم لهجات محلية محددة والعكس صحيح كذلك مما يؤدي لانخفاض جودة الخدمة المقدمة للمستخدم النهائي.
- النظام الخطي: يكتب العرب الرموز بلغتهم من اليمين للشمال وهو أمر غير معتاد بالنسبة لمنظمات البحث العالمية المنتشرة حول العالم والتي توظف أساساً الاتجاه الغربي للكتابة عند تصميمها لنماذج تعلم آلي عامة متاحة للاستخدام العام عبر الإنترنت والذي سيؤدي لاحقا لحوادث خطأ بسيطة لكنها مضرة عندما تحاول تلك المنظمات تبني حلول مبتكرة قائمة على البرمجة الخاصة بهم بدون مراعاة خصوصية طريقة كتابة اللغة العربية المكتوبة بطريقة عكسية لاتجاهات اتجاه الأقلام غالبًا -وطبعًا هنا نتحدث هنا أيضا بمسميات تحت مظلة المصطلحات الفرعية لكل مجال خاص بذاته-.
- غموض ضمير الضمير: تعتبر إحدى أهم العقبات الرئيسية وصعبة التطبيق لدى برنامج حاسوبي قادر على الاستنتاج والاستنتاج الخلفي بناءً على السياق وذلك بسبب عدم وجود قواعد واضحة وحدوث اختلاف كبير بين الترجمات المحتملة بناء علي نفس جمل المصدر وبالتالي فإنه يصعب تحديد شخص أو مكان أو زمن مناسب لفهم شامل لسياقُه المقصد منه حسب وجه النظر المطروحة أصلا داخل البيان نفسه قبل أي تعديل خارج عنه خارجياً!.
- القواعد النحوية المعقدة: تتميز اللغة العربية بقواعد نحوية أكثر تعقيدا وانشطاراً بكثير مقارنتها بالقواعد الانجلوساكسونيه مثلاً؛ فالتركيب اللغوي لدينا ينتج عنها الكثير من الطرق المختلفة للتعبيرعن أفكار مشابه بصورة مختلفة كل مرة ولكن بنفس المضمون الأساسي مما يعيق قدرة الروبوت-أو حتى الإنسان غير المألوف بهذه الثقافة-على فهْم الدلالات الدقيقة لأسلوب كتابتها الأصلاني وشرح ارتباطاتها منطقيًا فيما بعد فيما اذا طلب ذلك بشروط متنوِّعة ومتغيرة وفق الظروف الجديدة المُراد مواجهتها وقت حدوث حدث جديد تمامًا مختلف تمام الاختلاف عمّا سبقه بالأمس!
رغم الصعاب، قام باحثون عرب وأجانب بعمل جهود رائعة نحو تطوير تكنولوجيات مغروس فيها ذكاء اصطناعيا قادراً على مفاوضة وتقديم خدمات للغته الأم وهي العَرَبِيَّة بكل روعتِها وفَنِّيتها وإمكانياتها بلا حدود