- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعد العلاقة بين العلم والدين قضية حساسة تشغل بال العديد من المفكرين والفلاسفة والعلماء منذ قرون. يتساءل البعض عما إذا كان هذان المجالان يمكنهما التعايش بانسجام أو أنهما متعارضان بطبيعتهما. في هذا المقال، سنستكشف هذه المسألة المعقدة، مستعرضين آراء مختلف الفلاسفة والمفكرين المسلمين وغير المسلمين حول موضوع "التكامل" و"التناقض" بين العلم والدين.
تاريخيا، تأرجحت وجهات النظر المتعلقة بالعلاقة بين الدين والعلم بين طرفي نقيض. فمن ناحية، يرى بعض الدعاة إلى الفصل الصارم بينهما بأن العلم هو مجال بحث يعتمد على التجربة والبرهان بينما الدين مبني على الإيمان والعقيدة التي تتجاوز حدود المنطق البشري. ومن الجدير ذكره هنا موقف الفيلسوف الإسلامي ابن رشد الذي ادعى وجود تناقضات جوهرية بين تعاليم الدين ومناهج البحث العلمي الحديثة، مؤكدا ضرورة فصل مجالي الدراسة هذا عن ذاك لئلا يؤدي الخلط إليهما إلى نتائج مضللة. أما من الجانب المقابل، فإن هناك مدرسة تفسر القرآن الكريم كوثيقة تحتوي على حقائق علمية قبل ظهورها بمئات الأعوام؛ مما يدعم وجهة نظر تكاملية للعلم والدين حيث يساهم الأخير بتقديم رؤى عميقة وفلسفات شاملة للحياة البشرية تسهم أيضا برسم معالم لاستخدام معرفتنا الجديدة بأفضل طريقة ممكنة انسجامًا مع قيم واسترشادات دينية راسخة داخل المجتمعات المختلفة عبر الزمن والأجيال الحالية أيضًا.
على الرغم من اختلاف الآراء والتباينات الموجودة، إلا أنها جميعا تهدف لمواجهة المعضلات الناجمة عن محاولة سد الهوة القائمة اليوم والتي أدت بإشكالات عديدة عمقت شعور الانفصال لدى الكثير ممن تربى ويتلقى التعليم بغرض واحد وهو تحقيق تقدم تكنولوجي وعالمي يفتقر لأي شكل من أشكال الربط الروحي والإنساني الواجب تحقيقه عند مقاربة صنع القرار وتوجيه مسارات تطوير الأفكار المستقبلية بعيدا كل البعد عن مجرد حساباتها العملية الضيقة الأفق والشاملة فقط لرؤية جزئية ذات بعد محدود للغاية! بالتأكيد ستجد الجواب النهائي لهذا اللغز الكوني الكبير ضمن صفحات كتب التاريخ والثقافة الإسلامية الغنية والتي تنتظر دائماً جيل جديد ينفض عنها غبار الدهر وينهل منها الاندفاع نحو فهم شامل شامل لحقيقة كون الإنسان جزء أصيل ومترابط ضمن منظومة أكبر بكثير قد يفوق إدراكنا لها لكنه يقيني ولا لبس فيه بشأن حتميتها وحداثة نهجها المتجدد باستمرار رغم مرور الوقت الطويل عليه وعلى رسائله الداخلية والخارجية كذلك...
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحا لنا يقينا أحقية الدعوات المتزايدة نحو تبني منظورات أكثر شمولاً تجمع عناصر مختلفة مثل العلمانية والقوميات المحلية بالإضافة لإعادة تقديمه لتعاليم ديننا الأصيلة وفق مفاهيم عصرنة جديدة تمكن شباب اليوم خاصة باتخاذ دور فعّال قائم بذاته وليس تابعآ لشرائع اجدادهم بل مستمدة منهم ولكن مفعمة بحماس وشغف شخصيين مميزين عبر تجارب حياة شخصية خالصة وهذا ليس دعوة لانقطاع رابط الوحدة الثقافية وإنما إعادة تعريف وتوسيع هامش الحرية الشخصية الفردية لكل فرد ليشارك بنظرة فريدة وغريبة نوعاhat تصنع فارقا عظيما بساحة العمل العام سواء أكانت تلك المشاريع بقنوات تقليدية أم غيرتقليديّة تماماً طالما كانت تواكب روح العصر الحالي وتحمل نداء الإنسانية جمعاء وبكل ما يحمله المصطلح من مدلولات سامية نبيلة...