- صاحب المنشور: عبد العزيز بن علية
ملخص النقاش:تواجه المنظومة التعليمية حول العالم تحولاً جذريًا نتيجة التطور التكنولوجي السريع. حيث أدى الابتكار الرقمي إلى خلق فرص جديدة للتعلم الغامر والمسارات الشخصية لكل طالب؛ إلا أنها طرحت أيضا مجموعة من التحديات التي تستوجب اهتمام وصياغة استراتيجيات فعالة للاستفادة منها وتحقيق الأهداف التربوية المشروعة.
في هذا السياق، فقد أصبحت الأدوات التقنية مثل الحوسبة السحابية، الذكاء الصناعي، الواقع المعزز/الافتراضي جزءا أساسياً من تجربة التعلم الحديثة. بات بإمكان الطلاب الوصول للمعلومات والمعرفة بسرعة وكفاءة أكبر مقارنة بالطرق التقليدية. كما أتاحت هذه التقنيات تطوير نماذج تعليمية تفاعلية وجاذبة مما يعزز الفهم والاستيعاب لدى المتعلمين.
لكن ماذا عن الجانب الآخر؟
على الرغم من فوائدها العديدة، فإن هناك مخاطر مرتبطة بكثرة الاعتماد على الوسائل الإلكترونية داخل بيئة الدراسة. أحد أهم تلك المخاطر هو انعدام التواصل والتفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الصغير داخل الصفوف الدراسية بسبب الانغماس الزائد بأجهزة الهاتف الذكي والحواسيب المحمولة. بالإضافة لذلك تأتي مشكلة عدم وجود رقابة كافية على المحتوى الذي يتعرض له الطالب أثناء استخدام الإنترنت خارج نطاق المناهج المدرسية الرسمية.
ومن الجوانب الأخرى ذات العلاقة بتلك القضية هي المساحة القانونية لحماية خصوصية البيانات الخاصة بمستخدمين شبكة المعلومات العالمية الذين غالبيتهم هم طلاب مدارس ومتعلمون صغير السن وغير قادرين بعد لفهم مدى خطورة مشاركة معلومات شخصية حساسة مع كيانات خارجية عبر وسائل اتصال رقمية مختلفة.
كيف يمكن مواجهة هذه التحديات واستثمار الفرص المستقبلية؟
يتطلب الأمر رفع مستوى الوعي الثقافي للمعلمين وأولياء الأمور بشأن الدور الحيوي الذي تلعبة تكنولوجيا اليوم في عمليات نقل وتبادل المعلومة العلمانية والإرشادية للأجيال الناشئة. كذلك ينصح بتخطيط سياسات تربويه منظمه تشجع تطوير مهارات حياتيه متكامله تمكن الشباب من إدارة الوقت بطرائق منتجة واحترافيه تضمن انتظام حضور جلسات معرفيه وجهيه دوريا فضلا عمّا سبق ذكره فيما يخص توفر موارد مؤتمرات فيديو آنيين افتراضيه سهلة الاستخدام مناسبه لعمر وشأن كل فرد ضمن الفصل الواحدة سواء كان معلم أم دارس أم حتى ولي أمر طفل لم يصل لمرحلة الانتساب الأكاديميه رسميا.
وفي الأخير، يبقى التحليل الدقيق لتداعيات الثوره الرقميه على المجال التعليمي عاملاً محفزاً لإحداث تغييرات جذرية نحو تثبيت دعائم بنيه اجتماعيه ترتكز عل ضمان حق الجميع بحرية البحث عن آليات مختلفه للحصول علي درجات عليا ومستويات اعلى للفكر والفكرانه المنفتحه والتي تتوافق ويتناسب حجمها وطاقتها العقلانيه مع قدرات وقدرات جماعه البشر مجتمعين وليس مجرد قطاعات محددين بعينه منهم فقط.
