- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
رغم التزام تعاليم الإسلام بالمساواة والكرامة الإنسانية، يظل هناك نقاش مستمر حول مدى تطبيق هذه القيم عملياً. يأخذ هذا المقال نظرة دقيقة وموضوعية لتصور الإسلام للعنصرية وكيف تتعارض معها، مستنداً إلى الأدلة الدينية والأمثلة التاريخية.
المساواة الكلية كأساس للإسلام
تُعتبر المساواة الأساس الذي يقوم عليه الدين الإسلامي كما جاء في الآيات القرآنية والسنة النبوية. يؤكد الله تعالى في كتابه العزيز على حقيقة خلق جميع البشر من آدم وحواء قائلاً: "
يتوافق الحديث النبوي أيضا مع هذه الفكرة حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى" (رواه الترمذي). يُظهر حديث الرسول أهمية التعالي فوق العصبية الجنسية أو العنصرية واستبدالهما بتقوى الله كمعيار الحكم الوحيد بين الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم المختلفة.
رفض العنصرية حسب المنظور الإسلامي
تنكر الشرعية الإسلامية لأشكال التمييز والتحيز تجاه أي فرد بسبب لون بشرتِه، الأصل القَبَليِّ، الثقافة والدين وغير ذلك مما يشكل أساسًا للمفاهيم الحديثة المعاصرة لما يسمى ""بالعنصرية"". يُسنّح لنا قوله عز وجل "ويفرقون بين المرء وزوجته" [النحل:92] بفهم شامل لهذا الموضوع إذ يعاقب اللّه هنا الأشخاص الذين يستغلون فروقات اجتماعية كالطبقية لتبرير الطلاق غير المشروع وهو عمل ينافي قيمي العدالة والتكافؤ لدى المؤمن الصادق.
بالإضافة لذلك فقد نهى الاسلام المسلمين عن انتقاد النساء لسواد بشرتهم مثل قول الجنيد حين دعاهم لحضور درس لديه فقال:"جوازوا فإن بها سوداء إذا رأيتها ظننت أنها حبّة تمر".. فاعتذر الأخير معتذراً بأنه لم يقصد ذلك بل قصد وصف جمال تلك المرأة السوداء التي كانت أم خازر بن الحسين بن علي الهاشمي والتي تزوج منها لاحقا. وهذا يدلل أيضاً على قبول المجتمع آنذاك للأشخاص ذوو البشرة الغامقة ولم يكن ثمة تمييز جيني قائم وقتئذ وفق بعض الدراسات العلمية المستندة للنصوص الدينية المتعلقة بهذه الواقعة تحديداً.
الأحكام القانونية والقضائية المبنية على هذا المنطلق
وقد برز تأكيد التشريع الإسلامي على تكافؤ الفرص أمام الجميع عندما حرم أخذ الرشاوي مثلاً وكان حكم الله قطعيًا بعدم قبول شهادة الشخص الراشي لمنفعه الشخصية