- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
غالبًا ما يُساء فهم ديننا ويتأثر بتشوهات متعددة. إن تعميق فهم معايير الشريعة الإسلامية الأساسية وتطبيقها بطريقة حديثة ومتوازنة يمثل مهمة بالغة الأهمية بالنسبة للمجتمع المسلم المعاصر. فالتزام هذه القواعد ليس مجرد امتثال تقليدي لتعاليم الماضي بل ضرورة لصياغة مستقبل ناجح لمستقبل المسلمين وأوطانهم أيضًا. تُظهر التجارب التاريخية قوة وتميز المجتمعات التي تلتزم بمبادئ الدين كأساس تنظيم حياتها اليومية. ومع ذلك فإن التحديات الحديثة تتطلب رؤية جديدة لتطبيق هذه المبادئ بما يتناسب مع الوقت الحالي بدون المساس بالقيم الدينية الأصيلة وإنما تحقيق توازن بينهما يدفع نحو تقدم اجتماعي واقتصادي يتمشى مع التعاليم الشرعية الغراء.
تضمن الوضوح العقائدي استقرار الأفراد والمجتمعات مما يعزز الثبات أمام الموجات المتغيرة للعولمة والثقافات الأخرى والتي قد تؤثر سلبياً على هويتهم الأصلية دون قصد منهم غالباً. لذلك يعد تأكيد الهوية الإسلامية وإعادة الاعتبار لأصول الفكر والقانون الإسلاميين خطوة هائلة لإرساء قواعد مجتمع نابض بالحياة يقوم على أسس راسخة تحترم تضاريس أرضه وفريضة ربّه عزوجلْ وفي ذات الوقت يستوعب تطورات العصر ومقتضيات الحفاظ على حقوق الإنسان وفقاً للشريعة المطهرة وليس حسب الموازين الإنسانية المنفصلة عنها تمام الانفصال! وهكذا يمكن لنا كمسلمين تحقيق مصالح دواميتنا وشأن دارينا عبر اعتماد منظومة شاملة تساهم بقسط كبير في نهضتنا وانتشار منهجنا النوراني عالميا تحت راية واحدة تجمع قلوب المؤمنين تحت ظل كلمة سواء هي "لاإله إلا الله محمد رسول الله"؛ إنها ثراث حضاري يشمل جميع جوانب الحياة المختلفة ويُبرز قدرته الخلاقة في عصر بلغ فيه العلم والتقنية ذروتها ولكنه افتقر إلى جوهر الضمير الإنساني الصحيح الذي يندرج ضمن دائرة الإيمان العام بخالق هذا الكون سبحانه وتعالى.
إنّ أي محاولة جادة لبناء دولة مدنية بحق يجب ان تستند الى مرجعية واضحة وهي الاسلام نفسه وذلك لأن وجود دستور قانوني مبني علي مبادئه سيمنع تغوله واستبداده كما حصل خلال فترات تاريخيه سابقة إذ سرعان ما ظهر الوجه الآخر لدوله علمانيه لاتختلف بشيء كثير عمّا قبلها مادامت تبحث خارج حدود التشريع الربانى المنتظر رحمه واسعه منه جل وعلا حيث يقول :