- صاحب المنشور: نيروز الشاوي
ملخص النقاش:
لقد شهد العالم تحولا كبيرا في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي (AI) في العقد الماضي. ومن بين العديد من المجالات التي تأثرت ايجابيا بهذا التحول، تبرز قطاع الرعاية الصحية كمجال شديد التأثير لهذه التقنية المتقدمة. يوفر الذكاء الاصطناعي حلولًا مبتكرة لتحسين جودة الخدمات الطبية وتسهيل حصول جميع الأفراد على رعاية صحية أفضل بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاجتماعي الاقتصادي.
أولا وقبل كل شيء، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً هاما في تشخيص الأمراض بشكل مبكر دقيق. باستخدام تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة، يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مساعدة الأطباء على تحديد علامات المرض المحتملة واتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة وبالتالي تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن عدم التشخيص المبكر والأخطاء العلاجية. هذه القدرات المتقدمة تتيح للمرضى الحصول على خدمات طبية عالية المستوى حتى وإن كانوا يعيشون في مناطق نائية حيث قد تكون الوصول للقوى العاملة الطبية الكافية أمر غير ممكن.
بالإضافة لذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي أيضا في مراقبة الصحة الشخصية وتوفير توصيات بناءً على بيانات الفرد الخاصة. من خلال تتبع المؤشرات الحيوية مثل ضغط الدم ومعدل نبضات القلب وضبطها مع تاريخ طبي الشخص والحالة الصحية العامة، يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم اقتراحات شخصية بشأن نمط الحياة والصحة الغذائية والنظام الرياضي المناسب لكل شخص مما يساهم في خلق بيئة أكثر استدامة وصحة عامة.
ثالثا، تلعب أدوات الدعم الافتراضي مدعومة بالذكاء الاصطناعي دورا محوريا في توسيع فرص الاستشارات الطبية عبر الإنترنت. سواء كان ذلك عبر تطبيقات الهاتف المحمول أو مواقع الويب أو مكالمات الفيديو، فإن هذا النوع من الأدوات يسمح للناس بالتواصل مباشرة مع محترفين صحيين مؤهلين للحصول على نصائح واستشارة حول مشكلتهم الصحية بدون الحاجة للسفر لمسافات طويلة. وهذا ليس مفيدا لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة مواصلات ولا الوقت فقط ولكنه أيضًا أكثر فاعلية من حيث الحد من انتشار العدوى والأمراض المعدية خاصة أثناء فترات انتشار وبائيات عالمية.
وأخيرا وليس آخرا، تعتبر الروبوتات الطبية أحد التطورات الواعدة الأخرى التي يتم تطويرها باستمرار بفضل قوة الذكاء الاصطناعي. توفر هذه الروبوتات المساندة في مختلف مجالات الرعاية الصحية - سواء كانت تسليم الادوية أو إجراء العمليات الجراحية أو حتى العمل كمساعدين اجتماعين لرفاهية المرضى النفسيين. فهي تساعد في تخفيف عبء الأعمال اليومية عن موظفي الرعاية الصحية مما يتيح لهم المزيد من التركيز على حالات المرضى الأكثر تعقيدا والعناية بها بشكل أفضل.
إن التأثيرات الإيجابية للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي تبدو واضحة للغاية إذ أنها تعمل على تغيير طريقة تقديم خدمات الرعاية الصحية للأفراد والمجتمعات بأجمعها نحو مستقبل أكثر شمولاً وأماناً وجودة في كافة المجتمعات بلا أي تمييز مكاني أو اقتصادي. إن نشر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر سيؤدي حتماً لإحداث ثورة نوعية تغير خارطة المشهد الصحى ككل ويضمن حق الجميع بالحصول علي خدماته الأساسية بحَقوق متساوية مهما اختلفت ظروف حياتهم المختلفة وأحوالهم الاجتماعية المتنوعة.