- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) حاليًا في تغيير العديد من جوانب حياتنا بشكل كبير، بدءًا من الطب والتعليم وحتى الأعمال والمجتمع. إن هذا التطور التكنولوجي المتسارع يفتح آفاقًا جديدة ولكن أيضًا يثير مخاوف جدية حول التأثيرات المحتملة على المجتمع والحياة البشرية. يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الكفاءة وتوفير الحلول للمشكلات المعقدة، لكن استخداماته قد تخلق أيضاً قضايا تتعلق بالخصوصية والأخلاقيات واضطراب سوق العمل. يتوقع الخبراء أن تبلغ هذه الصناعة قيمة قدرها ١٥٨ مليار دولار أمريكي بحلول عام ٢٠٢٤، مما يؤكد أهميتها التجارية والتأثير الاجتماعي الهائل الذي يحدث بالفعل ويتزايد يوماً بعد يوم.
في المجال الطبي، يعد الذكاء الاصطناعي قوة دافعة لتحقيق التحولات الابتكارية. تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الآن لإجراء تشخيص أكثر دقة وأسرع للأمراض مثل السرطان والكشف المبكر عنها، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في تصميم الأدوية وتحليل البيانات الطبية الضخمة. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الرعاية الصحية الذكية المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتتبع الحالة الصحية للمرضى واتخاذ قرارات العلاج المناسبة بناءً على بياناتهم الشخصية ومعدلات استجابة أجسامهم للأدوية المختلفة. تُظهر دراسة نشرت عام ٢٠١٩ في مجلة Nature Biomedical Engineering كيف ساعد نموذج التعلم العميق المُدرَّب باستخدام صور الأشعة المقطعية في تشخيص سرطان الثدي بنسبة نجاح وصلت إلى 99%. وبالتالي يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الجودة وجودة الخدمات المقدمة للمرضى.
وعلى الجانب الآخر، فإن انتشار واستخدام الروبوتات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً لمستقبل الوظائف التقليدية، حيث أنه يجري استبدال العمالة اليدوية والروبوتات الحالية بها بأخرى ذات ذكاء اصطناعي أعلى كفئة. فمثلاً قام موقع Fast Company بإعداد قائمة تشمل وظائف تعتبر الأخطر بسبب خطر الاستغناء عنها نتيجة لنضوج تقنية الذكاء الاصطناعي، مثل كتاب المحاسبة، موظفو خدمة العملاء، معلمو المدارس، وغيرها الكثير. ويقدر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن حوالي ٣٠٪ من تقديرات حجم القوى العاملة الأمريكية ستتأثر تأثيرا مباشراً بمجرد دخول الذكاء الاصطناعي مرحلة التنفيذ العملية؛ وهو رقم مرعب يدفع للحوار المستمر بشأن حماية الحقوق الاقتصادية وضمان العدالة الاجتماعية أثناء رحلتنا نحو مستقبل رقمي جديد يقوده "الذكاء الاصطناعي".
تنحصر المخاطر الرئيسية الأخرى المرتبطة بهذا القطاع الناشئ فيما يلي: انتهاكات خصوصيتنا عبر شبكة الإنترنت وعدم محاذاة أخلاقياتها مع مجتمعاتنا وثقافتنا الأصلية. فالأنظمة المصممة وفق سياسات عرقية أو جنسانية متحيزة قد تؤدي إلى تمييز غير مقبول اجتماعياً ضد أفراد بعينهم ضمن تجمعات مختلفة داخل بلد واحد! وفي حين تسعى الحكومات والشركات العالمية لحماية مصالحها الخاصة، إلا إنه ينبغي عليها تحمل مسؤولياتها الأخلاقية أيضا تجاه حقوق جميع الأفراد الذين سيصبحون جزءا من عالم مدمج برمجيا بواسطة البرمجيات الآلية المنتجة من قبل الذكاء الاصطناعي. لذلك يأتي الحديث الحالي حول ضرورة وضع قوانين ولوائح تنظيمية صارمة لتهيئة بيئة عمل وآمنة وحفظ كرامة الإنسان حتى عندما تغزو الرياح التكنولوجيون الجديدة سماؤنا بلا هوادة.
وفي ختام حديثنا عنه، يبقى مصير استخدامات الذكاء الاصطناعي بين مشاريع عظيمة وفرص ذهبية مقابل تهديدات خطيرة واجتماعات مفتوحة الباب أمام نقاشات عميقة وإشكالات قانون