- صاحب المنشور: ميار الحسني
ملخص النقاش:تُعدّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة ولعبت دورًا محوريًا في تعزيز جوانب متعددة منها، ومن أبرز هذه الجوانب تأثيرها العميق على قطاع التعليم. لقد غيرت التكنولوجيا الطريقة التي يتم بها توصيل المعرفة وتلقِّيها بشكل جذري منذ الظهور الأول للوحة الإعلانات الإلكترونية حتى عصر الذكاء الاصطناعي اليوم. يشمل هذا التحول استخدام التقنيات الرقمية مثل الحوسبة السحابية، والحلول القائمة على الإنترنت، وبرامج المحاكاة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى المنصات المتنوعة للتواصل الاجتماعي والألعاب التعليمية.
تأتي فوائد اعتماد التكنولوجيا في التعليم شاملة ومتنوعة؛ فهي تساعد في توفير بيئة تعلم مرنة وآمنة يمكن الوصول إليها لأعداد أكبر من الأشخاص بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية أو قدراتهم الخاصة. كما أنها توفر أدوات مساعدة تعزز الفهم والتفاعل بين الطلاب والمعلمين، مما يخلق تجربة أكثر جاذبية وجذابة للتعليم التقليدي. علاوة على ذلك، فإن البيانات الكبيرة والذكاء الصناعي يعرفان بمقدرتهما الرائعة على تحليل بيانات التعلم الشخصية لكل طالب لتقديم تدريب مخصص وموجه خصيصا ليبقى مطابقا لاحتياجات واحتمالات كل فرد منهم.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه احتمالية هكذا تطورات مثيرة للإعجاب وسط الثورة الرقمية، نشهد أيضا ظهور تحديات مهمة تحتاج حلولا عاجلة لمواكبتها واستيعابها كاستخدام المحتوى عبر الانترنت بكثرة والتي يؤدي عدم مراقبته بصرامة إلى نشر معلومات خاطئة ضارة بين المستخدمين الأصغر سنا وغير المطلعين جيدا. وفي ذات السياق ينتاب البعض قلق بشأن التأثير السلبي لهذه الأدوات الجديدة فيما يتعلق بالمهارات الاجتماعية والعادات الصحية لدى الأطفال والمراهقين بسبب الاعتماد الكبير عليها وغياب التنبيه المبكر لحماية حقوق خصوصيات الأفراد وإرشادهم نحو استعمال صحيح يساهم بتنمية مهارات ذكية مفيدة لسلوك شخصي ايجابي مستقيم يساند دفع عجلة تقدم المجتمعات.
من الضروري إذن مواصلة البحث والدراسة حول كيفية إدارة تلك التحولات الهائلة بطريقة تضمن تحقيق توازن إيجابي يعود بالنفع والفائدة المشتركة لجميع الأطراف دون مغالاة بأخذ سلبياتها كاملا بعين الاعتبار.