إرشادات الصيام للمصاب بإمساك مزمن: التمييز بين حالات الطوارئ والصحة المستمرة

إذا كنت تعاني من إمساك مزمن يؤدي إلى الألم والمعاناة اليومية، مما يستلزم الاعتماد على الأدوية المساعدة، فقد تكون مستثنىً من صيام رمضان وفقًا للشريعة ا

إذا كنت تعاني من إمساك مزمن يؤدي إلى الألم والمعاناة اليومية، مما يستلزم الاعتماد على الأدوية المساعدة، فقد تكون مستثنىً من صيام رمضان وفقًا للشريعة الإسلامية. ضابط هذا الاستثناء هو وجود "مشقة ظاهرة"، أي ألم واضطراب كبير نتيجة الصيام.

في القرآن الكريم، في سورة البقرة، الآية رقم 183-184، منح الله تعالى الرخصة لأولئك الذين يعانون من المرض خلال شهر رمضان. كما أكد علماء الدين أن من يلحقه صيام رمضان بشقاء واضح لا ينبغي عليه القيام بذلك. الدكتور محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- صنف الحالات الثلاث التالية: الأولى هي حالة المرض الخفيف الذي ليس فيه مشقة كبيرة، والثانية تشمل تلك الحالات التي تتطلب الفطر رغم أنها ليست خطيرة بشكل خاص ولكنها تزعجه كثيرا، بينما الثالثة تقضي بأن الأفراد الذين يعانون من أمراض شديدة ومشاكل صحية خطيرة قد يتمكنون قانونياً من الفطر طيلة الشهر.

بالنسبة للحالات الأخيرة التي تستوجب اللجوء للدواء عبر الفم لتسكين الأعراض، يمكن اعتبار الأمر بمثابة فطر مؤقت بشرط استمرار الشعور بالضرر عند محاولة أداء فريضة الصيام. ومع ذلك، هناك بدائل أخرى للعلاج مثل حقن الدم أو تحاميل القولون والتي تسمح بمواصلة الصوم بدون انتهاكه حسب رأي الفقهاء المعاصرين بما في ذلك المجمع الفقهي الإسلامي.

وفي نهاية المطاف، فإن القرار النهائي هنا يرجع إليك وبمساعدة طبيبك إن وجدت حاجة لذلك بناءً على التشخيص الخاص بك والتوصيات الطبية المتعلقة بحالتك الصحية. إذا كانت حالتك مستقرة ومن المحتمل التعافي منها لاحقا، فلابد حينها من قضاء أيام رمضان المعلقة عليك عقب الانتهاء منه بغض النظر عن طول الوقت اللازم لتحقيق ذلك. أما لو تأكدت من كون إصابتك طويلة الأمد وغير قابل للشفاء تماماً ولم يعد بوسعك تحمل عبء الصيام مرة أخرى حتى بتناول العقاقير المناسبة، فتقع مسؤوليتك آنذاك نحو دفع فدية بسعر قوت يوم واحد لكل يوم لم تتمكن من قضائه بصيام عوض عنها تكفل بها فقراء محتاجين. نسأل الله عز وجل الصحة والعافية للجميع.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer