- صاحب المنشور: حمادي المنور
ملخص النقاش:
تواجه البشرية اليوم تحديًا عالميًا متعدد الجوانب يُعرف بأزمة بيئية، وهو مصطلح يشمل مجموعة واسعة من القضايا التي تهدد صحة كوكبنا واستقرار النظام البيئي العالمي. تتجسد هذه المشكلة أساسًا فيما يعرف بتغير المناخ وتآكله للأرض نظرا للأنشطة البشرية المتزايدة خلال قرنين مضيا حيث أصبح واضحاً تأثيراتها المدمرة على الحياة البرية والمحيط الحيوي والبشر أيضاً. تلقي الضوء هنا حول أهم جوانب تلك الأزمة وكيف يمكن مواجهة آثارها المحتملة عبر تبني استراتيجيات فعالة للتطوير المستدام الحفاظي.
**أولاً:** مفهوم تغير المناخ وأسبابه الرئيسية
يتمثّل تغيّر المناخ بصورة عامة بالسلسلة طويلة المدى لارتفاع معدلات درجة حرارة سطح الكرة الأرضية مقارنة بفترة العصر الجليدي الأخير منذ عام ١٨٦٠ حسب آخر التقارير الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية(WMO). تشير الدراسات الحديثة إلى الزيادة المحسوسة بدرجة كبيرة بمعدل ثاني أكسيد الكربون (CO₂) وثلاثي كبريتيد الآزوت (N₂O) وغيرهما مما يسمّى غازات الدفيئة وذلك نتيجة لانبعاثاته الناجمة عن الاحتراق المنتظم للمواد الأحفورية مثل الفحم والنفط ومشتقات الغاز الطبيعي بكافة أشكال الطاقة المستخدمة حالياً سواء كانت ذلك الصناعة أو المواصلات والتسخين المنزلي والصناعات التحويلية المختلفة إضافة لإزالة الغابات وانتشار التصحر وانسكاب المواد الكيميائية الخطرة بالمياه العامة وكلها عوامل مسؤولة مباشرة عنه وفق تقرير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN السنوي لسنة ٢۰۲۲ .
**ثانياً**: عواقب وخيمة لتغيُّر المناخ
أسفر ارتفاع درجات حرارتها العالمية إلى عدة ظواهر كارثية منها ذوبان جليد المناطق القطبية الشمالية والجليد البحري للساحل الجنوبي لأنتاركتيكا وبالتالي ازدياد مستوى مياه البحر بحوالي ۲۳ سنتميتر الفترة بين الأعوام ۱۹۰۰–۲۰۲۰حسب البنك الأوروبي للاستثمار EIB ، والتي ستكون لها تداعيات خطيرة بالأخص بالنسبة لدول الجزيرة الصغيرة ذات التربة الرملية الرقيقة كالجزائر والسودان وزنجبار وغانا وغيرها إذ سيؤدي هذا التعالي لموجات مد جارف قد يغمر العديد منهم ويضرم فتيل نزاعات اقليميه بسبب توتر المياه وإشكالات أخرى مرتبطة باستنزاف الثروة الغذائية والثروة الحيوانية والنباتية بهذه البلدان الفقيرة أصلاً والذي لن يتوقف عند حدود معينة بل سيزداد سوءا أكثر فأكثر ممهدا الطريق لصراع مستقبل محتمل بشأن موارد ضئيلة لديهم بالفعل ولعل مثال ليبيا واقتراب الحدود المصرية حاليا خير دليل حي لذلك! كذلك أثرت نشأة التسونامي وزيادة حدوث الفيضانات والأحداث الجوية الشديدة المتزايدة بشدة كل عام كما حدث مؤخراً ببنغلاديش والهند وجزر المالديف وكذلك أمريكا اللاتينية لاحصد المزيد لاحقا ضمن دراسة معمقة بإذن الله تحت نفس العنوان أعلاه سالفة الذكر الخاصة بقضية “تأثير المتغيرات المناخيّة علي الأمن الغذائي والإقليمي” اقتباساتها أدناه وهي جزء صغير منها بعينه : "..-إنما بلغ حجم خسائره الاقتصادية حوالي ۱۲ تريليون دولار أمريكي منذ العام ۲۰۱۷ وحتى الآن علماً بان تعرض عشر دول إفريقيه لوحدها لجفاف شديد سنة ۲۰۲۰م اجتاح مناطق شاسعه بها وساهم بنقص محاصيل غذائيه وصل نسبة نقصه الي ۳۸٪ بالمidden markit"هذا فضلاعن الحديث المبسط سابقًا باتجاه انهيار منظومة الطيور المهاجرة وبروز احتقان حيوانات برية مختلفة تهدد عدم توازن دقيق لعلاقات مجتمعات طبيعية اعتادت عليها ولم تعد قادرة على التأقلم معه مجددٱ خاصة وأن طرائق هجرتهم غير منتظمه ابدا داخل بلوكات صحراويه كبرى وسط غرب قارة آسيا ! وينطبق الأمر نفسه تمامًا لمنطقة الشرق العربي وماحول بحر الخليج الفارسي مثلاً فقد تعرَّضا أيضا لمثل حالتَين سابقتَين مطلع القرن الحالي ولكن بطريقة أبشع حينما ضربته حركة ريح شرق دوريان الشهيره فكانت حصيله جثث بشر