- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع تطور العالم الرقمي وتزايد اعتمادنا على التكنولوجيا في جميع جوانب حياتنا اليومية، ظهرت تحديات جديدة تتعلق بالفجوة الاجتماعية والاقتصادية. لقد غيرت الثورة الصناعية الرابعة طريقة عملنا وعيشنا، مما خلق فرصاً ومخاطر متعددة الأبعاد. هذه الأزمة تحتاج إلى تحليل دقيق لفهم كيف أثرت التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها من التقنيات الحديثة على الاستقرار الاجتماعي والفرص الاقتصادية المتاحة للجميع.
يعتبر بعض المحللين والمهتمين بأن الثورة الرقمية قد أدت إلى زيادة الفوارق بين الطبقات المختلفة بسبب ارتفاع الطلب على مهارات محددة لمواكبة العصر الجديد. يتأثر الأشخاص ذوي التعليم المنخفض أو الوظائف التي يمكن استبدالها بتكنولوجيا الآلات بشكل أكبر بهذه الظاهرة. بينما يسعد الخبراء الذين يتمتعون بمستوى تعليم عالي وفهم جيد للتكنولوجيا بعوائد أعلى وأكثر وظائف مستقرة. لكن هذا الواقع يخلق حالة عدم عدالة واضحة عندما يفتقر جزء كبير من المجتمع للموارد اللازمة للمسايرة والمشاركة الكاملة فيما يعرف بثورة المعلومات الحاليّة.
لتقييم التأثير الدقيق لهذه الفجوة الناشئة، يجب دراسة كيفية استخدام مختلف فئات السكان للتكنولوجيا. وقد وجدت الدراسات أنه رغم كون الشباب أكثر ميلاً لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية الأخرى؛ إلا أن كبار السن والأقل حظًا هم أقل قدرة على الوصول والاستفادة منها بكفاءة وبالتالي يتم حرمانهم من الفرص المرتبطة بها والتي تشمل التعلم المستمر، الشفافية المالية، الإمكانيات التجارية الصغيرة عبر الإنترنت، وغير ذلك الكثير. كما تؤدي الحاجة لأدوات رقمية خاصة مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية إلى تكريس وجود فصل رقمي واضح.
بالإضافة لذلك فإن ظهور الروبوتات والذكاء الاصطناعي المثيرة للجدل في سوق العمل يؤثر أيضًا على مستويات البطالة والقيمة السوقية للأيدي العاملة البشرية المؤقتة ذات المهارات الدنيا. ينظر البعض لهذا الاتجاه كتطور إيجابي يجلب نوع جديد من الحرف الجديدة ويتيح حلول متطورة لصعوبات تقليدية ولكن هناك مخاوف كبيرة بشأن فقدان الأمن الوظيفي والدخل بالنسبة لعدد كبير ممن ليس لديهم البديل المناسب لتغطية خسائرهم المحتملة خلال التحولات المفاجئ للعالم نحو اقتصاد قائم أساسًا على البيانات والنظم الميكانيكية الذكية.
ومن منظور عالمي أيضاً تلعب شركات عملاقة كالـ Google, Facebook, Amazon دوراً محورياً في تحديد توجهات السوق العالمي حيث توفر تلك الجهات قوة شديدة تمكينها من مراقبة وتحكم المشهد الرقمي العالمي بأثره الواسع داخل وخارج حدود الدول الفردية. وهناك تخوف آخر وهو سيطرة مجموعة قليلة تمتلك الأموال والثروات الهائلة مقابل عدد ضخم ممن يعانون نقص مصدر رزق مناسب لهم ولأسرهم نتيجة لقرارات اتخذتها هذه المؤسسات بدون أي مراعاة حقيقية لحماية حقوق الأفراد واستحقاق حقوق الإنسان الأساسية التي نص عليها القانون الدولي منذ سنوات طويلة مضت .