- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تسلط هذه الدراسة الضوء على القضية المتعلقة بمدى توافق الحداثة مع التقليد ضمن السياقات الإسلامية. يعتبر هذا الموضوع حاسماً حيث يتعلق بإعادة تعريف مكانة الثقافة والمعرفة في العالم الحديث بينما يحافظ على الهوية والتقاليد الدينية والأخلاقية العميقة للمجتمعات المسلمة. تتناول الأبحاث الحديثة بشكل متزايد تنوع وجهات النظر حول مدى قابلية الدين الإسلامي للتعامل مع الصفات الأساسية للحضارة المعاصرة مثل العلمانية، العلمانية، والعولمة. يستكشف هذا التحليل تأثير الاتجاهات العالمية مثل الابتكار التكنولوجي، حقوق الإنسان، والديمقراطية -كلها عوامل يمكن اعتبارها حديثة بالمعنى الغربي-على الفهم والممارسات اليومية للأفراد المسلمين وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية.
من وجهة نظر تاريخية، طورت العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة نماذج خاصة بها للتحديث منذ القرن العشرين فصاعدًا والتي غالبًا ما تهدف إلى الاستجابة لمتطلبات تحقيق القدرات الاقتصادية والثقافية بنجاح داخل النظام العالمي الجديد بعد الحرب العالمية الثانية والإمبريالية الأوروبية السابقة لها بكثير. وشمل ذلك تحديث التعليم والقضاء والقوانين المدنية وفق ما تمليه الظروف محلياً وعالمياً دون الإضرار بالقيم الأساسية للإسلام كالتوحيد والشريعة والحفاظ على الأخلاق الحميدة.
في الوقت نفسه، يعبر بعض علماء الاجتماع والفلاسفة المقارنين عن مخاوف بشأن احتمالات فقدان هويتها الأصلية لدى الدول الإسلامية التي تسعى جاهدة لإدماج نفسها أكثر فأكثر في عالم يسوده الجدل العقائدي السياسي وهو المصدر الرئيسي للاختلاف والخلاف بحسب رأي هؤلاء الباحثين حول دور التدخل الخارجي وما إذا كان يُنظر إليه بأنه مؤثر سلبي أو محفز ايجابي نحو تقدم وتنمية الشعوب المختلفة ثقافيا واجتماعيا ودينيا. وهناك نقاش آخر يدور حاليًا حول كيفية ضمان عدم تضارب المفاهيم القانونية الغربية المستوردة حديثاً مع الشرائع الروحية المستمدة مباشرة مباشرة من القرآن الكريم والسنة المطهرة .
وتُظهر دراسات ميدانية أخرى وجود مجموعات متنوعة داخل نفس البلد الواحد؛ فهناك مثلاً أولئك الذين يؤمنون بالحاجة الملحة لإحداث تغييرات عميقة في مجتمعاتها كي تتمكن من مجارات عصر العولمة ومتطلباته الجديدة تماماً وكذلك المجموعات الأخرى الأكثر محافظة والتي تشدد علي ضرورة احترام تراثها التاريخي واستمرار الالتزام بتعاليمه الاجتماعية والنفسية والروحية كما هي موجودة بالفعل منذ قرون طويلة مضت بلا تغيير كبير مما يسمح بتظافر جهود جميع أفراد الشعب لتحقيق المصلحة العامة المشتركة بعيدا عن أي تدخل خارجي قد يقوض استقرار الدولة ويسبب انشقاقاتها الداخلية لاحقا بسبب اختلاف الرؤى السياسية للغرب عنه عربيا واسلاميا بشكل خاص نظرا لتاريخ علاقات الطرفين المضطربة عبر السنوات المنصرمة والتي لاتزال تحمل آثار جدلية لم يتم حلها حتى الآن رغم مرور عدة عقود عليها نتيجة لقوة وصراع المصالح الدولية الكبرى آنذاك والتي مازالت تداعياتها ملحوظة حتى يومنا الحالي مستمرة بقوة وبشكل مباشر وغير مباشر أيضا .
هذا البحث ينظر كذلك إلي رد فعل المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية تجاه مسألة "الحداثة مقابل التقليد" وكيف تؤثر تلك المواقف الرسميّة بطرق مختلفة اعتمادًا على تفاصيل موقع