- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في أعقاب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي مست جوانب متعددة من العلاقات الثنائية، يقف العالم اليوم على مشارف مرحلة جديدة وعسيرة. هذه الأزمة ليست مجرد خلاف تجاري بين قوتين اقتصاديتين كبريين؛ بل هي انعكاس لتغيرات جذرية في بنية النظام الاقتصادي العالمي الذي سيطرت عليه أمريكا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. تتجاوز الخلافات الحالية حدود الرسوم الجمركية والتعريفات إلى مجالات أكثر تعقيداً مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، الملكية الفكرية، والتكنولوجيا المتقدمة الأخرى.
تُعتبر الصين الآن أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 660 مليار دولار أمريكي سنوياً حسب بيانات عام ٢٠١٩. لكن هذا الشراكة لم تكن خالية من النزاعات المستمرة حول القضايا المذكورة سابقاً بالإضافة إلى اتهام بكين بتقليد المنتجات وإجبار الشركات الأمريكية على نقل التقنية الخاصة بها مقابل الوصول للسوق الضخم للسكان البالغ عددهم ١٫٤ مليار نسمة تقريباً داخل الدولة الآسيوية العملاقة والتي تشهد نمواً اقتصاديا هائلاً خلال العقود الأخيرة مما جعلها ثاني قوة اقتصادية عالمياً بعد الولايات المتحدة نفسها وفق صندوق النقد الدولي لعام ٢٠٢١ .
مع ذلك ، تعد حرب التجارة الحالية جزءًا أصغر ضمن جدال أوسع يشمل الاستراتيجيات طويلة المدى لكل منهما نحو الهيمنة عالميًا مستقبليًّا سواء سياسياً أو عسكرياً أيضاً وذلك عبر منافسة نووية مؤثرة خاصة بالنظر لما حدث أخيراً بشأن بحر الصين الجنوبي مثلا وكذلك بناء قاعدة عسكرية كبيرة تابعة للجيش الأحمر عند منطقة هوي الواقع قرب الحدود الغربية لأراضي جمهورية الصين الشعبية ذات الحكم المؤقت حاليا تحت سلطة بيجينغ المركزية .
تشير التحليلات بأن نتيجة تلك المواجهة قد تؤثر ليس فقطعلى الدولتين المعنيتين مباشرة ولكن أيضا تأثير عميق لاحقا علي بقية دول العالم بسبب الاعتماد المتزايد عليها كمصدر رئيس للإمداد والاستثمار وتأثير اي اضطراب محتمل فيه يؤدي لنقص توافر العديد من المواد الأوليه الخام وأجزاء تصنيعية ضروريه لإنتاج منتجات مختلفة ولأن معظم الانتاج المصنع حاليا مبني أساسا اعتماد كبير علي خطوط إنتاج تستهدف السوق الكبيرة لهذه البلدين الكبيرتان فستكون هناك حتماآثار جانبية واسعة جدا تصل إلي كل القطاعات المختلفة لاقتصاديات عدد هائل من البلدان الصغيرة والكبرى كذلك .
إن استمرار الصراع الحالي يحمل معه مخاطر غير مسبوقة تتمثل بخلق نظام قائم جديد يقوم بإعادة ترتيب دور كل بلد ضمن منظومة عالميه مختلفه تمام الاختلاف عمّا قبل العصور الحديثة كما نشاهد الآن حيث انهيار الاتحاد السوفيتي سابقا واستحداث فصل بارد حديث ينذر بسلسلة مواجهات ثابته ومفتوحة منذ بداية القرن الواحد والعشرين حتى يومنا الراهن ولم يتضح بعد شكل النهاية النهائيه لهذة الحالة الجديدة حين ستتحول تدريجيا الي حالة طبيعية تعرف مستقبل الحياة البشرية لمئات الأعوام المقبلة وسط توتر دائم يجتاح المنطقة ويمتد خارجها شرق وغرب وجنوبا وشمالا ولا أحد يعلم ماهوالجديد وماذا ستؤول