بدأت القصة الحقيقية لفيروس كورونا المستجد (COVID-19) في نهاية عام 2019 في مدينة ووهان الصينية، وهي مركز تجاري حيوي معروف بمراكز التسوق الشعبية ومحلات الحيوانات الأليفة الصغيرة. بدأ الأمر عندما بدأ مجموعة صغيرة من الناس يعانون من مرض تنفسي غير مألوف. كانت هذه الأعراض تشبه إلى حد كبير تلك التي يسببها الأنفلونزا الشديدة، ولكن مع مرور الوقت أصبح واضحاً أنها حالة جديدة وغير متوقعة تمامًا.
بعد انتشار حالات المرض بسرعة، لاحظ العلماء وجود ارتباط بين الأفراد الذين كانوا يعملون ويقيمون بالقرب من سوق للمأكولات البحرية والخفافيش الحيوانية - وهو ما أدى إلى الاعتقاد بأن الفيروس قد نشأ ونقل من هناك. تم التأكد لاحقًا أن مصدر الفيروس هو خفاش الووهان ذو الذيل الفضي، لكن كيفية انتقال العدوى البشرية ليست واضحة بعد بشكل نهائي.
تطور الوباء بسرعة مذهلة خارج الصين، مما أدى إلى إعلان منظمة الصحة العالمية COVID-19 وباءً عالمياً في مارس 2020. وقد ترك هذا التعريف العالمي للوضع أثار مخاوف كبيرة حول الآثار الصحية والاقتصادية والعواقب الاجتماعية، خاصة مع انتشار الفيروس بلا حدود تقريباً عبر جميع البلدان والمناطق الجغرافية.
وفي حين كان الاستجابة الأولية قاسية وحاسمة، فإن العالم الآن يدخل مرحلة أكثر تعقيداً تتطلب تفكيراً استراتيجياً لإدارة المخاطر وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة وتعزيز البحث العلمي للتوصل لعلاج فعال وآمن ضد الفيروس. إن قصة بداية ظهور فيروس كورونا هي درس تاريخي مهم لنا جميعاً حول أهمية الوقاية والاستعداد لمثل هذه الأزمات الصحية العالمية مستقبلاً.