• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  زعمت تقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أنها قادرة على تغيير العالم كما نعرفه، لكن فهم الفرق بينهما ليس واضحًا دائمًا. بينما غالبًا ما يُشار إليهما كأبناء عمومة أو حتى مصطلحات متداخلة، إلا أنهما يشكلان جانبين مختلفين ولكن مكملان تمامًا لعملية تشكيل التعلم للآلات.

تعريف ومفاهيم مشتركة

يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي (AI) كنظام واسع يهدف إلى تمكين الحواسيب أو الروبوتات من محاكاة الوظائف التي ستُظهرها عادةً ذكاء حيوي مثل حل المشاكل واتخاذ القرار والاستنتاج والاستدلال اللفظي والمزيد. يمكن تصنيف هذا المجال الشامل تحت فئتين رئيسيتين هما الذكاء الصناعي القوي والذكاء الاصطناعي الضحل. يقوم الذكاء الصناعي القوي بتقليد العمليات العقلية البشرية المتطورة ويتطلب قدرًا كبيرًا من المعلومات والمعرفة لتكوين نماذج ذات فهُم واعٍ لبيئتها البيولوجية والثقافية. ومن ناحية أخرى، فإن الذكاء الصناعي الضحل يتعامل مع جوانب معينة ومحددة من التعلم والإدراك ويستخدم خوارزميات وأساليب أكثر تخصيصاً لحل مشاكل معروفة مسبقا بشكل فعال.

التعلم الآلي هو جزء فرعي من مجال أكبر وهو الذكاء الاصطناعي. إنها مجموعة متنوعة من الأساليب والخوارزميات المُتطوّرة والتي تستند إليها التكنولوجيا المعاصرة للتمثيل الآلي للمعالجة المستمرة للبيانات وتحسين قدرات النظام التصديقية بدون برمجة مباشرة للتوجيه اللغوي البشري التقليدي. يستخدم التعلم الآلي البيانات التاريخية لتحديد الأنماط والتنبؤ بالنتائج المحتملة بناءً على تلك الأنماط، مما يسمح للحوسبة بالتكيف وتحديث أسلوب عملها باستمرار مع مرور الوقت واستيعاب معلومات جديدة وغير معروفة سابقًا.

تطبيقاته في عالم اليوم

لقد أدى دمج هذين المجالان - الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي - إلى تحول رقمي مثير للإعجاب في العديد من القطاعات المختلفة خلال العقود الأخيرة؛ فقد شاهدت قطاعات الصحة الرقمية والأعمال التجارية عبر الإنترنت والخدمات المالية بالفعل نتائج كبيرة ناتجة عن استخدام هذه الأدوات الجديدة الغامضة. تسمح القدرة المحسنة للتحليل الاستبطاعي بواسطة الخوارزميات المدربة مسبقًا لأجهزة الكمبيوتر بإمكانية زيادة الجودة والكفاءة التشغيلية للأصول والبنى التحتية الخاصة بهم بالإضافة إلى تقديم تجارب المستخدم الشخصية للغاية واللافتة للنظر داخل قطاع التسويق الإلكتروني الحديث.

مثال: نظام توصيات الأفلام على Netflix - حيث تقوم آلية التعلم الآلي بتحليل بيانات مشاهدة كل مستخدم لفهم اهتماماته وتفضيلاته الخاصة، ثم اقتراح محتوى يتناسب معه شخصيًا استنادًا لهذه التحليلات الدقيقة والسياقية لكل حالة فردياً.

مثال آخر : مساعد Siri الشخصي الشهير الخاص بشركة Apple والذي يتميز باستخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحقيق مستوى عالٍ جدًا من الفهم الإدراكي للعبارات المنطوقة بلغة طبيعية لإصدار أوامر وإجراء عمليات بحث مفيدة لمستخدم جهاز iPhone/iPod/iPad/Apple Watch وما شابه ذلك.

*

هذه مجرد بداية لما يمكن بلوغه عندما يتم الجمع بين قوة البحث العلمي واكتشاف الفكر الإبداعي الإنساني لاستخدام موارد تكنولوجية مبتكرة كهذه بطريقة فعالة وقادرة حقًا على تغيير مجريات الأمور بالمحصلة النهائية نحو حياة أفضل لمن هم ضمن مجتمعنا العالمي الواسع.