- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تواجه الاستدامة الغذائية اليوم تحديات كبيرة ومتنوعة بسبب عوامل متعددة منها الزيادة السكانية المتسارعة، تغير المناخ، وانعكاسات الابتكار التقني والعولمة على القطاع الزراعي. هذه القضايا ليست مجرد مسائل ذات تأثير محلي؛ بل هي قضايا عالمية تتطلب جهدا جماعيا للتغلب عليها وضمان الأمن الغذائي لكل البشر.
أولا، يبرز عامل الزيادة السكانية كتهديد رئيسي للاستدامة الغذائية. مع زيادة عدد سكان العالم إلى حوالي 8 مليارات شخص وتوقع الوصول إلى أكثر من 9 مليارات بحلول عام 2050 وفقًا لتوقعات الأمم المتحدة ([Source](https://www.un.org/en/development/desa/population/wpp2019/) - باللغة العربية)، هناك حاجة ملحة لزيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تصل 70% لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء.[footnote 3] هذا يشكل ضغطاً هائلاً على الأراضي والموارد الطبيعية ويجب التعامل معه بعناية وبشكل مستدام.
ثانيا، يلعب تغير المناخ دوراً حيوياً في تحديد إنتاج المحاصيل وفصول الانتاج الزراعي. يؤدي ارتفاع درجة الحرارة والتغيرات المفاجئة للأحوال الجوية إلى تقليل المحاصيل وتلفها مما يؤثر سلباً على إنتاج الغذاء والاستقرار الاقتصادي للمزارعين. بالإضافة لذلك فإن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن قطاع الزراعة نفسها، مثل تشكيل الميثان من الحيوانات الرعوية، تساهم أيضاً في ظاهرة الاحتباس الحراري وخطورة تأثيراتها المستقبلية([source 4]). ومن ناحية أخرى يمكن للزراعة البيئية الصحيحة والحفاظ على التربة أن تلعب دور مهم في الحد من الانبعاثات وتعزيز قدرتها على امتصاص الكربون.
ثالثاً، تثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة الآمال بتحسن كبير في إدارة الموارد واستخدامها بكفاءة أكبر في إنتاج الغذاء.[Footnote 6]. ولكن بينما تحمل تكنولوجيات جديدة وعد بإدخال ثورات زراعية جديدة تعالج فجوة الغذاء عبر طرق مثالية لاستخدام المياه والأسمدة وغيرها وتحسين نظافة وجودة المنتجات الزراعية، إلا أنها قد تجلب أيضا مخاطر عدم المساواة الاجتماعية أو التركيز الشديد لقرار صنع السياسة العامة لصالح شركات قليلة تقوم بتطوير تلك البرمجيات والتقنيات.
وأخيراً، تعرض العولمة النظام الغذائي العالمي لمزيدٍ من المخاطر الخارجية التي تستدعي اهتماما خاصا فيما يتعلق باستدامتنا الغذائية طويلة المدى([المصدر الخامس]). فتطور الأسواق العالمية والإرهاب التجاري بين الدول، إضافة لعوامل غير واضحة المعالم متعلقة بالسلاسل اللوجستية والنظام الإعلامي تؤدي جميعها لديناميكيات متغيرة حول كيفية وصول المواد الغذائية لشرائح المجتمع المختلفة وفي أي وقت. وقد أدت جائحة كورونا الأخيرة(COVID-19) أيضًا لإبراز هشاشة هذه الروابط الدولية للعرض والطلب للغذاء والتي تعتبر جزء كبير منها خارج سيطرة الحكومات الفردية ولا تخضع لقوانين وطنية مباشرة خاصة بقضايا الامن الغذائي الوطني.
لذلك، يستلزم الأمر اتخاذ إجراءات فعالة وجماعية لتحقيق استمرارية غذاؤنا عالميًا وذلك باتباع نهج شامل يعالج كافة جوانب المشكلة بطريقة توازن بين الاحتياجات الإنسانية الملحة للتغذية الصحية ومستوى تدخل الإنسان الثابت نسبياً بالمحيط الحيوي والبيئي الذي ينتج منه غذائنا بشكل مباشر وغير مباشر منذ الاف الأعوام ولابد وأن نواصل التأمل فيه خلال العقود المقبلة كذلك لمنع انهيار شبكة الأمن الغذائي التي