- صاحب المنشور: حسان المهدي
ملخص النقاش:
فيما يتعلق بموضوع التنمية المستدامة داخل البلدان العربية، يعتبر قطاع الزراعة أحد القطاعات الحيوية التي تواجه العديد من التحديات المعقدة. تقع الدول العربية ضمن منطقة جغرافية ذات ظروف بيئية متباينة تتراوح بين الصحاري القاحلة والمناطق شبه الجافة والحزام المتوسطي الذي يتميز بالمواسم الغزيرة للأمطار. هذا التنوع البيئي يؤثر تأثيرا كبيرا على قدرة هذه الدول على تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية من خلال الاستفادة المثلى من مواردها الطبيعية الزراعية.
الظروف المناخية الصعبة وموارد المياه المحدودة
تشكل الظروف المناخية الصعبة مشكلة رئيسية أمام تطوير الزراعة المستدامة في كثير من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. حيث تعاني المنطقة من درجات حرارة عالية وجفاف مستمر وانحسار للمياه العذبة بسبب ارتفاع الطلب عليها وتغير أنظمة هطول الأمطار نتيجة للتغيرات المناخية العالمية. وفقا لدراسات أجرتها اليونسكو عام ٢٠١٨ فإن معدل ندرة المياه قد يصل إلى نسبة ٩٥٪ بحلول العام ٢٠٢٥ مما سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة كبيرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية واستثمار موارد المياه بشكل أفضل. كما تشير التقارير الصادرةعن البنك الدولي بأن نحو أكثرمن٧۰%من السكان في بعض الدول مثل لبنان والأردن والعراق والسعودية يعيشون تحت ضغط شديد فيما يتعلق بإمدادات مياه الشرب وتوفّر مياه الري اللازمة لقطاع زراعي هش أصلاً.
استنزاف التربة واضطراب النظام البيئي
بالإضافة لذلك يساهم سوء إدارة الممارسات الزراعية تقليديا -كالاستخدام المكثّف للسماد الاصطناعي وزراعة نفس المحصول باستمرار بدون دوران محصول مناسب وكذلك عدم مراعاة الدورة الفعلية للنبات وعملية إعادة التشجير والتجديد الطبيعي– بتدهور بيئة التربة التي تعتبر أساس نجاعة انتاج أي نوع من الثروات النباتية والبشرية أيضا .حيث يفوق معدَّلات خسارة طبقات غنية بالمواد المعدنية الضرورية لتغذية الأشجار والنباتات الأخرى بكثير آليات التعويض الطبيعية لها سواء أكانت تلك الآليات مرتبطة بعامل الزمن أم غير ذلك. وبالتالي فقد أصبحت هنالك حاجة ماسّة لمنع المزيد من التصحر وضمان ديمومة عمليات الانتاج الزراعي عبر اعتماد حلول مبتكرة قائمة على العلم والمعرفة الحديثة وذلك بهدف تحسين خصائص التربة وتعزيز مقاومتها ضد مظاهر الافراط بالسقي والجفاف المؤقت وغيرها .ومن الجدير ذكره هنا مدى أهمية دور المؤسسات التعليمية والأبحاث العلمية والدعوات المجتمعية لتحقيق تقدم ملحوظ بهذا الجانب الحيوي للبلد ولأجياله المقبلة أيضًا.
التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للزراعة المستدامة
تحتاج عملية التحوُّل باتجاه نموذج إنتاج غذائي مستدام إلى جهود مشتركة ومتكاملة لإحداث تأثير كبير وتحقيق نقلة نوعية تدريجياً ،ويتطلب الأمر بذل الكثير من الجهد المبذول حاليًا بشأن مواجهة تحديات نقص المياه والإشكالية المتعلقة بجودة تربتها بالإضافة للإستغلال الذكي لمساحة الأرض المتوفرة والتي يمكن زيادتها رغم محدوديتها نسبياً مقارنة بسعة سكان معظمالدول العربية ولكن بالإدارة الفعالة لها حسب ماهيئته المختلفة بكل دولة وعندها سنكون قادرينعلى تغطية جزء مهم جدًا من احتياجاتهم اليومية بغذاء منتج محليًا وصحي فضلا عما يشجع عليه اقتصاداخفض الكلفة وخلق فرص عمل جديدة للشباب المنتظر دخ