العنوان: "تحديث الشريعة الإسلامية: جدلية التوازن والتنقيح"

بينما يدور نقاش مثمر حول مدى حاجتنا الملحة لتحديث الشريعة الإسلامية لمواءمتها مع متطلبات العصر الحديث، اتخذ المتحدثون ثلاثة مواقف واضحة. بدأ خليل الشر

  • صاحب المنشور: أفراح السمان

    ملخص النقاش:
    بينما يدور نقاش مثمر حول مدى حاجتنا الملحة لتحديث الشريعة الإسلامية لمواءمتها مع متطلبات العصر الحديث، اتخذ المتحدثون ثلاثة مواقف واضحة. بدأ خليل الشرقي بتوجيه انتباه الجميع نحو ضرورة تجاوز التركيز الضيق على التوازن لصالح عملية تحديث شاملة ومراجعة للفهم الحالي للشريعة. واستناداً إليه، فإن هذا النهج يشمل استكشاف كيف يمكن للسلفية -أو القانون الإسلامي- أن يحقق المساواة الكاملة للمرأة في سوق العمل والحصول على الحرية الشخصية. بالإضافة لذلك، اقترح الاحتفاظ بالقدرة الإبداعية والأعمال الفنية ضمن دائرة الرقابة الأخلاقية الصارمة.

على الجانب الآخر، أعرب كل من نذير البوعزاوي وعلاوي الطرابلسي عن تأييدهما لهذه الدعوات لتغيير وتحويل الشريعة وفق السياقات الحديثة. حيث شدد نذير على خطورة الاستمرار في الاعتماد على حلول وسطى قد تسفر عن جمود ديني بدلاً من توسيع القبول الشعبي للدين بين الشباب اليوم. كما دعا لعرض مفتوح ومتشدد للنقد الذاتي فيما يتعلق بالممارسات والمعتقدات التقليدية والتي ربما تدعو للحاجة لإعادة تعريف وتعزيز دورها داخل مجتمع متنوع الآن.

وفي الوقت نفسه، اعترف علاوي بأن عمليات التنقيح والتحوير اللازمة لن تكون بدون تحديات كبيرة. فهو يقترح تحديد الحدود النهائية لما يُعتبر قابلاً للاستيعاب وغير قابل له بالنسبة لأشكال معينة من الأصالة الثقافية والدينية. ويؤكد كذلك ضرورة الموازنة الدقيقة بين روح الابتكار وإدامة مبادئ العقيدة الأساسية أثناء العملية برمتها.

ومن خلال هذه وجهات النظر المختلفة ولكن المركزة، يستنتج الحوار أهمية التصرف بنظرة جديدة غير مقيدة تجاه تطوير الشريعة الإسلامية بهدف خدمة مصالح البشرية بكامل طاقتها دون التضحية بقيمة الوحي الديني نفسها. وبالتالي فإن المفتاح لحفظ الدين وإسعاده للجماهير الغفيرة يكمن ضمن شبكة معقدة ومتداخلة من المصطلحات التي تتضمن التغيير، والتكيف، والكرامة الإنسانية المشتركة، والمسؤولية التاريخية المرتبطة بوضع التشريع الحلال المبارك.


عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات