- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يُعرف بعصر المعلومات والتكنولوجيا، برزت أهمية دمج هذه الأدوات الحديثة ضمن العملية التعليمية. إلا أن هذا الدمج ليس بالأمر الهين؛ فالتوازن بين استخدام التقنيات المتنوعة وبين الكيفية التقليدية للتعلم يطرح العديد من التحديات. قد يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا إلى تقليل تفاعل الطلاب فيما بينهم وتراجع مهارات التواصل الاجتماعي، بينما يمكن لتجاهلها أن يعيق الوصول إلى موارد تعلم متطورة ومتوفرة بحرية. لذلك، فإن تحديد الأسلوب الأمثل لاستخدام التكنولوجيا داخل الفصل الدراسي أو خارج نطاقه يتطلب دراسة دقيقة للتأثيرات المحتملة لكل طريقة واستكشاف الآليات التي تساهم في تعزيز التعلم الفعال.
يعد فهم القيمة الحقيقية للتكنولوجيا في تعزيز عملية التدريس أمرًا بالغ الأهمية لضمان تحقيق فعالية أكبر للموارد المتاحة حاليا والمستقبليّة أيضا. تبدو المعادلة بسيطة عند النظر إليها سطحياً: أكثر هو أفضل. ولكن، التحقق مما إذا كان الأمر كذلك يشكل تحديا حقيقيا أمام التربويين والمعلمين ومخططي المناهج. تتعدد الوسائل الإلكترونية المتاحة مثل لوحات المحاضرات الرقمية والأجهزة اللوحية وأدوات التواصل الاجتماعي والعروض المرئية وغيرها الكثير. وتتشابك خيوط سرد القصص عبر الإنترنت مع البيانات الضخمة وصناعة الأفلام الوثائقية المصمّمة خصيصا للأطفال الصغار بالإضافة إلى ألعاب الفيديو التعليمية ذات الفوائد الواضحة والتي تحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب خاصة منهم الذين ينتمون لفئة الجيل Z وجيل ألفا حيث يستخدم هؤلاء الأخير أصابعهم لممارسة مجموعة واسعة ومتنوِّعة من التجارب الواقع المُمتزجة والذي يتمناه معظم الأشخاص بأن تُصبح جزءاً أساسياً يوم بعد يوم لدعم عمليات التعليم والترفيه أيضًا!
يتعين علينا كمسؤولين عن صناعة المستقبل معرفة كيف نحول تلك العناصر الجديدة نحو أهداف تربوية سامية وكيف نتجنب الوقوع فريسة للاستخدام غير المدروس لهذه الأدوات وهو ما يعرف بوسم "الإفراط" في استخدام التكنولوجيات الحديثة بصورة قد تؤثر بالسلب سواء كانت تأثيرات طبية مباشرة كالجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات والتغيرات الاجتماعية والنفسية والحركية الناجمة عنها أم انعکاساتها الاقتصادية والثقافية المؤقتة والمستدامة أيضاً. إن الوضع الحالي يدفع بنا بقوة باتجاه ضرورة إعادة تشكيل سياسات وإرشادات استعمال تكنولوجيات جديدة بطريقة ممنهجة ومدروسه وذلك بهدف تضمين قيم مهمه أخرى كميزة الإبداع والدافع الذاتي والقدرة علي حل المشاكل وتمكين مهارات الاتصال الشخصية وفهم ثقافتي المكان وزمان .
إن المساعي المبذولة لإيجاد توازن مناسب ستؤدي حتما لتحسين جودة الخدمات المقدَّمه لأجيال المستقبل كما أنها ستساعد أيضا بتشكيل مجتمع نسبي متطور قادرٌ أكثر فأكثر بحلول عام ٢٠٥٠ حسب توقعات أحد خبراء المستقبل العالميين الدكتور جون ماتشادو