- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يتوسع نطاق تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة عبر مختلف القطاعات والمجالات، مما يثير تساؤلات حول القضايا الأخلاقية المرتبطة بها. يعد الهدف الأساسي لهذه المناقشة استكشاف التحديات التي تواجهها هذه التقنية الحديثة وكيف يمكن تخطيها لضمان العدالة والشفافية في عملية اتخاذ القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
أولاً وقبل كل شيء، يتطلب التعامل مع الذكاء الاصطناعي احتياطات أخلاقية دقيقة لأن البيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي غالباً ما تكون مشتقة من مجتمع متنوع مع وجهات نظر وأفكار مختلفة. إذا لم يتم جمع وتقييم بيانات التدريب بشكل شامل ومنصف، فإن هناك خطر كبير بأن تتسبب النماذج المتعلقة بتلك البيانات في تحيز غير مقصود تجاه فئات معينة أو مجموعات سكانية محددة. هذا التحيز قد يؤدي إلى نتائج غير عادلة عندما تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات تؤثر على حياة الإنسان.
على سبيل المثال، عند تطوير نظام ذكاء اصطناعي مصمم للمساعدة في تحديد الأفراد الذين يستحقون الحصول على قروض بنكية بناءً على تاريخهم الائتماني، فإن النظام الذي تم تدريبه باستخدام بيانات تضم نسبة قليلة جدًا ممن لديهم خلفية اقتصادية فقيرة سيولد احتمالات أقل للحصول على القرض بالنسبة للفئات ذات الدخل المنخفض - حتى لو كان أداء هؤلاء الأفراد الائتماني جيدًا مثل الآخرين. وللتغلب على هذه المشكلة، يجب بذل جهود متضافرة لتحقيق تكافؤ الفرص عند اختيار وتحضير مجموعة البيانات. بالإضافة لذلك، ينبغي إجراء عمليات مراجعة مستمرة ومراجعة دورية للنماذج المحسنة للتأكُّدِ من عدم ظهور أي انحيازات جديدة خلال عملية التشغيل الفعلي للنظام.
بالإضافة إلى التساؤلات فيما يتعلق بعدالة استخدام الذكاء الاصطناعي، ثمة اعتبار آخر وهو الشفافية. حيث أنه ليس كافيًا أن تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح؛ بل إنه ضروري أيضًا فهم كيفية عمل تلك الخوارزميات واتخاذها لقراراتها. إن وضع نهج شفاف يسمح بمراقبة العملية وخلق بيئة موثوقة يعزز الثقة بين الجمهور والنظام الذي يقوم بهذه العمليات. ويتيح أيضاً فرصة لإجراء تعديلات تصحيحية وإصلاحات وفق الحاجة أثناء التنفيذ.
لكسب هذه الثقة، يتعين توثيق منطق العمل الداخلي لكل جزء من برنامج الذكاء الاصطناعي بطريقة واضحة وبسيطة قدر الإمكان - ممهد بذلك الطريق أمام الأشخاص المختصيين وغير المختصيين على حد سواء لفهم العملية الكامنة وراء صنع القرار من جانب النموذج. كما أنه يساعد الصانعين على حل وتعقب أي خطأ محتمل قبل انتشاره واستخدامه الواسع الانتشار. بدون تشجيع هذا النوع من الوضوح والمعرفة العامة حول آلية عمل البرنامج، ستظل الشبكة العنكبوتية الغامضة لهذا الجهاز الغير مرئي تفصل الناس عنه، فتضعفه ويخسر مؤيديه المحتملين.
وفي نهاية المطاف، فإن هدف ضمان نزاهة وعدالة الذكاء الاصطناعي لن يمكن تحقيقه إلا من خلال اتباع منهجي دقيق ومتطور بشكل مستمر يشمل جميع جوانب تصميم وتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. بتوظيف المعايير العادلة منذ البداية، جنبا إلي جنب مع الاحترام المستدام لشخصية وهوية المجتمع الذي يعمل فيه هذا النظام، تستطيع الدول والشركات والأفراد تحقيق طفرة حقيقة وضمان مسار مستقبل مبني علي حقوق الانسان والتوافق الثقافي.