- صاحب المنشور: صهيب الهاشمي
ملخص النقاش:
كان للإسلام دائمًا نهج فريد تجاه البيئة يعكس توازنه الدقيق بين الاحتياجات الإنسانية والحفاظ على النظام الطبيعي للحياة. يُعرف هذا النهج أحياناً باسم "الإسلام الأخضر" أو "الإسلام والاستدامة". يشجع القرآن الكريم والإرشادات الإسلامية المسلم على العناية بالطبيعة واستخدام مواردها بحكمة وعدل.
تقول الآية الكريمة في سورة العنكبوت: "
فيما يتعلق بالقضايا المعاصرة مثل التغير المناخي والتلوث، دعا علماء الدين الإسلامي المسلمين إلى اتباع نهج المسؤول تجاه استخدام الطاقة وإدارة الغذاء وتنفيذ تقنيات أكثر صداقة للبيئة. فعلى سبيل المثال، حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على عدم ترك أي شيء دون قيمته عند الرحيل، حتى لو كان ذلك مجرد جذوة نار يمكن أن تضر بالنباتات القريبة أثناء رحلة سفر. وقد فسروا هذا الحديث بأنه دعوة للحذر والبقاء خالي الذهن عند مغادرة المواقع التي تم زيارتها.
بالإضافة لذلك، يدعو الإسلام إلى نشر الرسالة الخضراء في المجتمع لتشمل جميع جوانب حياة الفرد -من نظافة المنزل إلى الاستهلاك الصحي للمياه والأرض الزراعية-. ويستند هذا الدعاء جزئياً على رواية شائعة حيث أمر الرسول المسلمين بغسل الأيدي قبل تناول الطعام وبعده كجزء من تعليماته الصحية العامة. ومع توسع المدن الحديثة وكبر حجمها، برز الحاجة الملحة لإعادة النظر في طرق بناء المناطق الحضرية باستخدام مواد صديقة للبيئة وإنشاء مساحات خضراء خصبة ضمن حدود المدينة نفسها لتحسين جودة الهواء والصحة العامة للسكان المقيمين بها.
وفي النهاية، فإن دور الإسلام ليس فقط تنظيم العلاقات البشرية مع بعضهم البعض ولكن أيضًا رعاية البيئة كأساس لسائر أشكال الحياة الأخرى. ومن خلال فهم وتطبيق التعاليم الإسلامية التي تدعو للحفاظ والمشاركة المسؤولة للأفراد والجماعات مع مخلوقات الله وموارد الطبيعة، يستطيع المسلمون تحسين حياتهم وأجيال المستقبل جنباً الى جنب مع حماية وصيانة نظام بيئي متكامل ومتوازن.