- صاحب المنشور: الهيتمي بن عبد الله
ملخص النقاش:يواجه العالم العربي تحديات كبيرة فيما يتعلق بتبني وتطوير التكنولوجيا الحديثة بينما يحافظ على قيمه الثقافية والتقاليد الإسلامية. هذه القضية ليست جديدة ولكنها تتزايد أهميتها مع سرعة تطور التقنيات الجديدة التي تؤثر بشكل عميق على جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية للمجتمعات العربية. حيث يوازن الكثير بين الاستفادة من الثورة الرقمية و الحفاظ على الهوية الثقافية الفريدة.
في الواقع, تعتبر التكنولوجيا أدوات مفيدة للغاية يمكن استخدامها لتعزيز الابتكار والإنتاجية وتحسين جودة الحياة. فمثلا، يمكن للتطبيقات الصحية المساعدة في الوصول إلى معلومات طبية دقيقة وفي متناول الجميع، ويمكن للمنصات التعليمية الإلكترونية سد الفجوة بين المناطق المحرومة والمواقع الأكثر رخاءا. كما أنها توفر فرصاً للشباب العرب لمشاركة أفكارهم الإبداعية وممارسة الأعمال التجارية عبر الإنترنت، مما يعزز الاقتصاد ويعطي صوتًا جديدًا لأولئك الذين قد يتم تجاهلهم بطرق أخرى.
مع ذلك، هناك مخاطر محتملة مرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات التي قد تشكل تهديدا للهوية الثقافية والقيم الدينية إذا غُضّ النظر عنها أو استخدمت بطريقة غير مسؤولة. فقد يؤدي نشر المحتوى غير المناسب بسرعة وانتشاره الواسع إلى التأثير السلبي على عاداتنا والتزامنا الروحي والأخلاقي. بالإضافة إلى أنه بدون توجيه مناسب واستخدام حذر، فإن شبكات التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو وشرائط الأخبار المتدفقة باستمرار يمكن أن تحجب الوقت الذي ينبغي قضائه مع العائلة والأصدقاء أو الراحة الروحية والعبادات اليومية.
لذا، كيف يمكن تحقيق توازن ناجح؟ الجواب يكمن في تثقيف الأفراد حول كيفية استخدام هذه الأدوات بأمان ومسؤولية. إن وجود خطوط واضحة للأخلاق الرقمية وإرشادات الأبوين الصارمة ضروريان لحماية الأطفال والشباب أثناء نموهم داخل بيئة رقمية دائمة التعقيد والمتغير بسرعة. وكذلك دعم مؤسسات مثل المدارس والجامعات لتشمل مواد تدريبية حول أخلاقيات التكنولوجيا كموضوع منتظم ضمن المناهج الدراسية.
أخيرا، يجب التشديد على دور الشركات الناشئة والمدارس والحكومات في خلق حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع العربي وتلتزم بالقيم الإسلامية والعربية الأصيلة. وذلك يشمل تطوير برمجيات خالية من المحتويات الضارة وتعزيز الخدمات الرقمية التي تعزز الترابط الأسري والدعم المجتمعي والاستقرار النفسي، وبالتالي توفير حياة رقمية تكون ثرية وقيمة لكل شخص عربي يسعى للحفاظ على هويته وثقافته.