• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تُعدّ اللغة الأم أساسًا مهمًا لتطوّر الأطفال اللغوي والنفسي والعاطفي. فهي تُعزز مهارات التواصل لديهم وتساهم في بناء هوياتهم الثقافية والإنسانية منذ سن مبكرة جدًا. يعتبر العديد من الخبراء التربويين أن تعلم الطفل لغة أم واحدة يعزز قدرته على التعلم فيما بعد بلغات أخرى بسبب تشابك العمليات العصبية اللازمة لكلتا المهارتين.

تشجع منظمة اليونسكو والدول الأعضاء بها بشدة تلقين الأطفال الأصغر سنًا لغتهم الأولى كجزء من جهودهما لتحقيق "التعليم الجيد للجميع". حيث يؤكد تقرير صدر حديثاً عنها عام ٢٠١٨ بأن وجود نظام تعليمي شامل يشمل تدريس كل الطلاب بلغتهم الأصلية قد يتيح الوصول إلى التعليم لأكثر من ١٢٥ مليون طفل ممن هم خارج نطاق المدارس حالياً. بالإضافة لذلك فإن استخدام اللغة الأم داخل الصف الدراسي يمكن أن يفيد طلاب الهجرة أيضًا الذين قد لا يعرفون إلا تلك اللغة عند دخولهم النظام التعليمي الجديد.

كما أكدت الأبحاث العلمية الحديثة دور اللغة الأم الفعال بمساعدة الكبار أيضاً أثناء عملية الشفاء النفسي والتأهيل الاجتماعي عقب مواجهة تجارب صادمة مثل الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها الكثير مما ينتج عنه اضطراب نفسي لدى الناجين منها. وفي هذا الصدد قام الدكتور جون نوفوك بتوثيق دراسة ميدانية أجريت عام ٢٠٠٤ بين اللاجئين الروهنجيا الذين هجروا بورما واستقر بهم الأمر بأستراليا حيث لاحظ تحسن الحالة النفسية والمعنوية للمجموعة التي تلقت الدعم باللغة البورمية مقارنة بالمجموعة الأخرى والتي لم تتاح لها الفرصة نفسها.

لذا فمن الواضح مدى تأثيرات اللغة الأم الإيجابية المتنوعة سواء كانت مادِّة للتعلّم أو للاستشفاء أو حتى لإعادة بناء الشعور بالأمان والانتماء. ولذلك ندعو جميع المؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالإدارة التربوية والنفسية العامة للاعتراف بهذا الحق الأساسي للأطفال والمراهقين والمستضعفين عموما وضمان تحقيق متطلباته العملية ضمن قوانينه الوزارية التنفيذية القائمة حاليًا.