- صاحب المنشور: مروان البركاني
ملخص النقاش:
مع التقدم الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي خلال العقود الأخيرة، أصبح واضحاً تأثيرات هذه التقنيات على مختلف جوانب حياتنا اليومية. وفي هذا السياق، يشهد قطاع التعليم تحولاً جذرياً مع ظهور أدوات واستراتيجيات جديدة تعتمد عليها المنظومات التربوية الحديثة لتحسين جودة التدريس وتوفير بيئة تعلم أكثر تفاعلية وجاذبية للمتعلمين. ولكن هل يمكن اعتبار هذا التحول فرصة حقيقية لتعزيز العملية التعليمية أم أنه قد يتحول إلى عبء وتهديد حقيقي لها؟ يسعى هذا المقال لاستكشاف الآثار الإيجابية والسلبية المحتملة لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في المجال التعليمي، مستعرضا مزاياها كوسيلة فعّالة لدعم النهج الشخصي للتعلّم ومواجهة تحديات التعلم عن بعد، بالإضافة لتحليل المخاطر والأخطار المرتبطة بتلك التقنيات مثل فقدان التواصل بين المعلم والتلميذ وضياع القيم الإنسانية والإبداع نتيجة الاعتماد الزائد عليها.
تشكل تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في عالم التعليم الحالي، حيث توفر حلولا مبتكرة لتحفيز وتحسين تجربة الطلاب داخل الفصل الدراسي وخارجه. وبفضل القدرة الاستثنائية لهذه الأنظمة على معالجة الكم الهائل من البيانات بسرعة فائقة وفعالية عالية، تم تطوير منصات رقمية متقدمة تساعد كل طالب على تحديد نقاط قوته وضعفه الخاصة واتخاذ خيارات مصممة خصيصًا وفق نمطه الفردي للتعلم. كما تساهم هذه الأدوات الذكية أيضًا في تقليص العبء الذي يقع عادة على عاتق الأساتذة والمعلمين أثناء عملهم اليومي بالمدرسة، معتمدة بدلا منهم نماذج خطابيه وأساليب تدريس آلية قادرة على تقديم الدروس وشرح المفاهيم بطرق مختلفة ومتنوعة تناسب جميع أنواع المتعلمين المختلفة سواء كانوا مرئيين أو سمعيين أو كتابيين حسّاسين للأفكار والمفاهيم الجديدة.
بالإضافة لذلك دورها المحوري أثناء الجماهير العالمية كوباء كورونا المستجد COVID-19 والتي فرضت إجراءات الحظر والصعوبات التي تواجه عملية حضور الطلبة لمدرستهم؛ استغلت العديد الدول حول العالم تلك الفرصة لإطلاق مشاريع رائدة تستهدف رقمنة القطاعات الحكومية والاستثمار بكفاءة واسعة في مجالات الابتكار الرقمي والحلول الإلكترونية التي تضمن إيصال الخدمة التعليمية للمئات حتى آلاف الأطفال خارج نطاق شبكة المدارس الرسمية وذلك عبر الدمج العملي لأدوات البرمجة والخوارزميات المتخصصة بالبحث عن الحلول المثلى لحوادث عدم المساواة في الوصول إلى خدماتinstructional resources or services بسبب بعض الظروف البيئية الصعبة كتلك الموجودة بمناطق ريفية بعيدة عن حضرية المدن الكبرى مثلاً - الأمر الذي فتح أبوابه أمام باب جديد لمنظومة التعليم المفتوحة online open learning system مما جعل الجميع يستشعر أهميتها البالغة خاصة إذا علمنا بان حوالي نصف سكان العاملين في وظائف غير قابلة للإحلال بأجهزة ذكية Smart devices تتركز يومياً ضمن أعمال مكتبتهم المنزلية Home Office أفرادًا عاملاء متطلبين امتيازات العملعن بُعد remote work perks .
لكن رغم كل الامتيازات اعلاه ، هنالك مخاوِفٌ واحتمالات محتملة بأن تؤدي زيادة اعتماد المجتمعات الأكاديمية علي برمجيات وحواسيب تعمل بنظام التشغيل AI الي نتائج سلبيه منها : أولها : احتمال حدوث فساد أخلاقي لدى المستخدمين حينما يقوم النظام باحتساب درجات الاختبارات الوزارية الموحدة بدون مشاركه أي جزء مباشر لهُم داخل جوهر صنع القرار فيما يخضع لها ؛ وثانيها : تفاقم احتمالات ظاهرة التسرب المعرفي Knowledge seepage وهي ظاهرة تعرض العديد من الأفكار الرئيسية والثقافة العامة للنضوب بسبب نقص اهتمام البشر بالاطلاع والقراءة الذاتية لاتباع نهجا مكتفية بالإجابات المقدمه لهم ولا تتوق نحو تحقيق المزيد باستمرار ; اما الثالث فهو خطر ضياع مهارات الاتصال الاجتماعي والقدرة علي فهم دوافع الآخرين بناء علي بناء جسور الثقه الشخصية عبر الاحت