- صاحب المنشور: الحسين بن زكري
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، تُثار تساؤلات حول العلاقة بين الدين والعلوم. هل هما متعارضان بشكل حتمي أم يمكنهما التعايش والتكامل؟ هذا النقاش يدور منذ قرون طويلة ولكنه يكتسب زخماً جديداً مع التطور التكنولوجي المتسارع والتساؤلات الفلسفية التي تطرحها الاكتشافات العلمية الحديثة. ينقسم الناس والفلاسفة إلى معسكرين رئيسيين فيما يتعلق بهذه المسألة؛ بعضهم يرى أن المعرفة الدينية والمعرفة العلمية وجهان لمثنا قدر الله أو الكون الذي خلقناه نحن البشر، بينما الآخرون يشعرون بأن هناك تضاداً مباشراً بين الاثنين. دعونا نستكشف حجج كل طرف وتقييم مدى مصداقيتها وقابليتها للتطبيق العملي.
الحجة الأولى: الوحدة - التكاملية
يدعي دعاة هذه النظرية أنه باستطاعة الإسلام والعلم أن يعيشا جنباً إلى جنب كجزء من منظومة واحدة مترابطة تتكامل فيها المعارف المختلفة. إن تعاليم القرآن الكريم تدعو إلى البحث والاستقصاء ("إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ") [سورة آل عمران 190]، مما يعني تشجيعًا ضمنيًا لفهم العالم الطبيعي باستخدام الأساليب المنطقية والفكرانية. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد مؤيدو نظرية التكاملية على وجود خلفيات تاريخية وعملانية عديدة حيث تم توظيف المفاهيم الدينية والإشارات الروحية لتحقيق تقدم علمي ملحوظ. مثال بارز لهذا الجانب هو استخدام الفلك لدعم تحديد اتجاه القبلة أثناء الصلاة والذي أدى لاحقًا لتأسيس علوم رياضية ونجومية دقيقة أثمرت معرفتنا اليوم بالأرض وكواكب النظام الشمسي. كما تجدر الإشارة هنا أيضًا إلى جهود ابن الهيثم وابن سينا وغيرهم الكثير ممن تركوا بصمة واضحة داخل مجال البحث العلمي العالمي رغم انتمائتهم للحضارة الإسلامية.
الحجة الثانية: التصادم – الاستقلالية
من المؤكد أن البعض سيجادلون بأنه قد تكون هنالك تناقضات جوهرية بين ما تقرره الشريعة وما تؤكده حقائق العلم الحديث. مثل هؤلاء الأشخاص سيركزون بشكل خاص على مواضيع معينة كالقدر والموت والخلق مقابل العنصر البيولوجي للوجود الحياة الإنسانية بتفاصيلها المرضية والنفسية والجسدية والتي تبدو غير متوافقة تمامًا مع تفسيرات دينية محددة خاصة تلك المرتبطة بعقائد الأديان التقليدية عموما وليس اسلاميا حصريا وإن كان معظم التركيز يأتي من عدم قبول الفرضيات الموجودة حالياً لدى المجتمع الغربي مثلا ولذا فإنه غالبا ما يقوم بالحوار بناء عليها معتبرين تلك هي الحقائق المدعاة وان كانت غير مثبتة الى حد كبير. لكن الجدير ذكره هنا بان استمرار النقاش واستخدام الأدوات المناسبة لهذ النوع من الخلافات يساعد بالفعل بتجاوزه عبر فتح باب التأويل أمام الأفكار الجديدة التي ربما تغير فهمنا للموضوع الأصلي ذات يوم قريب. وبذلك فإن الجدل مستمر ويحتاج لمنصة هادئة وموضوعية لأجل الوصول لحقيقة مطلقة كونها غير موجودة أصلاً إلا بنظر الانسان نفسه!
التقييم والشهادات الشخصية الرقمية:
لم يكن دور المرأة الإسلامية مجرد شخصية ثانوية بسبب دينها بل لعبوا دوراً محورياً سواء كن باحثات علميات ام علماء شرعة فتاريخهن مليء بإنجازات كبيرة تثبت ان العلم والدين ليسا متناقضين بالمطلق. ومن الأمثال البارزة نجلاء محمود ابنة العالم الكبير عبد الرحمن محمود الرائدة في مجال الفيزياء الذرية وكذلك فضيلة بنت إبراهيم المغربية الأصل والمصرية الموطن التي اشتهرت كرائدة طبية وصيدلانية شهيرة خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وهكذا فان رؤية جديدة للعلاقة بين هذين المجالان الثقافي والروحي ستضمن حتما تقدمهما سويا للأفضل نحو مجتمع أكثر انسجاما وفنا بالتعددية المعرفية والثقافية المشتركة.
---
المراجع ومعلومات إضافية:
- كتاب "الحكمة المستنيرة" لبروفيسور محمد عمارة: وهو بحث شامل حول علاقة بين الإسلام والعلوم الحديثة